أعربت حركة طالبان في الشهر الماضي عن رغبتها بالتفاوض مع أمريكا بشأن السلام في أفغانستان ولكن الولايات المتحدة لم ترد
 

رفضت حركة طالبان الأفغانية مزاعم الولايات المتحدة الأميركية بشأن تزويد إيران حركة طالبان بالسلاح من أجل قيامها بالعمليات العسكرية في الأراضي الأفغانية، وأكد المتحدث باسم الحركة قاري محمد يوسف أحمدي على أن "حركة طالبان لم تتلق سلاحاً عسكرياً من إيران على الإطلاق" معتبراً أن "إدعاء الولايات المتحدة بهذا الشأن غير صحيح".

وأضاف أحمدي أن "حركة طالبان حصلت على جميع تجهيزاتها العسكرية عبر العمليات الجهادية السابقة وأن الحركة تمتلك ترسانات للسلاح والعتاد في أرجاء البلاد ومعظم الأسلحة الحديثة التي تملكها هي غنائم حرب أخذتها من العدو".

ورأى المتحدث باسم طالبان أن "الولايات المتحدة تريد حرف الرأي العام في الداخل الأمريكي والمجتمع الدولي عن هزيمتها الكبرى في حرب أفغانستان".

إقرأ أيضًا: لا حول ولا قوة إلا بالصين؟!

ودعا أحمدي حكومة طالبان "إلى التماشي مع الواقع والاعتراف بالهزيمة في الحرب وعدم قلب اللعبة عبر بثّ الأكاذيب".

جاءت تصريحات المتحدث الرسمي لحركة طالبان رداً على إدعاء برايان هوك مدير برنامج العقوبات على إيران في وزارة الخارجية الأميركية قبل يومين خلال مؤتمر صحفي الذي اتهم فيه إيران بتزويد حركة طالبان واستشهد بقطع لأسلحة عسكرية يعتقد أنها ايرانية الصنع وتستخدمها طالبان.

يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تبرير هزيمتها في أفغانستان عبر إسقاط المسؤولية على إيران بعد ظهور حركة طالبان كلاعب رئيسي في أفغانستان وتواجدها في مؤتمرات للسلام في أفغانستان وآخرها في موسكو. 

إقرأ أيضًا: هل الإتفاق النووي يلفظ أنفاسه الأخيرة؟

أعربت حركة طالبان في الشهر الماضي عن رغبتها بالتفاوض مع أمريكا بشأن السلام في أفغانستان ولكن الولايات المتحدة لم ترد على طلب الحركة هذا وبدل القبول بالتفاوض معها اتجهت إلى توجيه أصابع الإتهام إلى إيران. 

تأتي أهمية الإعتراف بحركة طالبان كطرف أساسي في الساحة السياسية الأفغانية من أنها وبالرغم من تطرفها تشكل صمام أمان للمجتمع الأفغاني الذي يتعود على احتضان الإرهاب، ذلك لأن بديل حركة طالبان هو جماعة داعش التكفيرية التي تغلغلت إلى أفغانستان منذ عام وتحاول إقصاء طالبان واحتلال مكانها، لا شك في أن تعاظم جماعة داعش في أفغانستان يشكل مصدر قلق جداً بالنسبة للولايات المتحدة. 

بطبيعة الحال، الإعتراف بالهزيمة صعب لأكبر قوة عسكرية واقتصادية على وجه الأرض ولكن لا أحد يتردد في أن الولايات المتحدة انهزمت في أفغانستان كما في العراق، بل يمكن القول بأنها لم تنتصر في أية حرب منذ حرب فيتنام حتى اللحظة.