ما هي الأسباب التي توجب السكوت عن حمل السلاح غير الشرعي ؟ ولماذا لا تتم ملاحقة حاملي السلاح ؟
 
لن أدخل في موضوع الجاهلية والذي استنزفته وسائل الإعلام  بحسب علاقتها مع أو ضدّ الرئيس المكلف سعد الحريري وبحسب ارتباطاتها الداخلية والخارجية ودون أيّ مراعاة للأمن وللأجهزة المختصة الأمر الذي كشف عن وهن أوعجز في القوى المفترض أن تكون الأقوى بحكم القانون وهذا ما حطّ من قدرات السلطة ومن مؤسساتها بعد أن تراجعت إلى الخلف في حادثة الجاهلية ولم تتقدم إلى الأمام في تحدٍّ واضح وفادح وفاضح لها اذ لم تتمكن من الدفاع عن نفسها ولم تتمكن من حلّ عقد عجزها عن مواجهة سلاح منتشر بكثافة بين أيدي حماة لا شيء سوى العراضة العسكرية التي تشجع عليها السلطة نتيجة سكوتها من جهة وعجزها من جهة ثانية .
 
يفتقر فريق ما كان يُسمى ب14 آذار إلى إعلام وإلى سياسيين فوسائلهم مشلولة لا قدرة لها على خلق الظروف المناسبة لطرح المشاكل في ما يخدم السيادة في لبنان وهذا ما جعل منهم متهمون دائماً في الفساد وفي الفشل المتراكم بحيث خسروا أنفسهم وتاهت عنهم جماهير كانت وفيّة لمشروع بناء الدولة .
 
 
بغض النظر عن الصح والخطاً في ما حصل في الجاهلية والذي من شأنه الخضوع للقضاء لتحديد الجرم والمحاكمة تبدو ظاهرة السلاح لجماعة التوحيد مخيفة ومرعبة والجهة المعنية غائبة كل الغياب عن هذا الموضوع وكأن ظاهرة السلاح ظاهرة مشرّعة في لبنان وتحميها السلطة السياسية لذا لا جُرم فيه ولا عيب ولا خدش لحياء الدولة .
سابقاً استعرض التوحيد قواه العسكرية ولم تُشرْ الأجهزة المختصة يإصبع إدانة ونامت السلطة على ذلك وفي كل مرّة تخرج قوافل المسلحين ولا حرج في ذلك من قبل المعنيين في السيادة والهيبة وحصرية السلاح فما هي الأسباب التي توجب السكوت عن حمل السلاح غير الشرعي ؟ ولماذا لا تتم ملاحقة حاملي السلاح ؟ في حين أن بناء خيمة دون رخصة نتيجة تدابير معرقلة تستنفر المخافر ويُدك صاحبها في الحبس وحادثة المرأة الجنوبية العجوزة مازالت ماثلة في واجهة قمع المخالفات .
 
إن بناء حائط أو خيمة أو أي حجر خارج الترخيص يفضي لعقوبة في حين أن حمل السلاح في شوارع لبنان من القاصي والداني لا اعتراض عليه ويغرم الشعب اللبناني في كل يوم نتيجة مخالفات غير مضرة بالأمن القومي وهي بسيطة وسطحية ولا ينتج عنها قتلاً أو موتاً أو فتنة طائفية أو مذهبية ولا تضع السلم الأهلي في خبر كان ولا تهدد الاستقرار ووحدة البلاد والعباد في حين أن السلاح مظهر كاشف عن عجز الدولة وهو أداة قتل وفتنة وتخريب وتهديد ولا فائدة منه على الاطلاق سوى جهوزيته لتهديد الأمن والسلم في لبنان .
 
لم نسمع أحد تحدّث عن وجود السلاح في الجاهلية وضروة تسليم هذا السلاح وملاحقة حامليه قبل أي شيء لأنه ما الداعي الى وجود سلاح  ؟ وقد استخدم هذا السلاح ضدّ الشرعية ولم يُستخدم مرة ضدّ عدو كيّ يُبرر له لأن شمّاعة العدو تحمي الكثير من الأسلحة المأجورة والفلتانة .
إن هذا الفلتان المسلح والمنتشر في المناطق كافة يسقط من شرعية الدولة ويفقدها دورها ويجعل منها شاهد زور لا أكثر على ظواهر الفلتان وهذا ما يدفع بالمواطنين الى الركون لهيبة الفلتان المشرّع وهذا ما يضر بالسلطة المركزية وهذا ما جعل من رئيس السلطة ضعيفاً في اجراءاته وفي مواجهة نتائج تداعيات حادثة الجاهلية وبدا الوزير وئام وهاب ومن معه أكثر قوّة من قوّة القانون .