يخطىء من يعتقد أننا ما زلنا الأمة الخيرية التي تستحق هذه المنزلة بعدما أضعنا ليس الرسالة فحسب إنما شوهنا أنفسنا بجهلنا وعصبياتنا وحروبنا والأسوأ والاخطر تبوء أراذلنا مواقع القيادة والنطق بإسمنا...
 
هذا التوصيف لا يخص فئة بعينها إنما الأمة كلها وعلى إختلاف تموضعاتها ... الخريطة واضحة والعنوان الأبرز التجارة بإسم الإنتماء ...
 
صحيح لدينا الرسالة وهي محفوظة وتلك مسألة لو تركت لنا لعبثنا بها وغدت أثرا بعد عين ولكن قضت مشيئة الله أن تحفظ لمن يستحق حملها...
 
كلكم تجار... تبيعون وتشترون .. غلبت عليكم دنياكم وزخرفها ومتاعها وصار كرسي الحكم أنبل هدف تسعون لأجله ولو سلكتم دروب القتل وسفك الدماء عبر الدبابة والمدفع والكيماوي والإستعانة بالكافر والركون الى الظالم  وأخيرا المنشار ...
 
إن إستبدالنا صار أمرا وجوديا وعلى الوجوب ... لا شيء عندنا سوى العصبيات المقززة والتي لا أثر لها سوى الجهل والقتل والتكفير والسب والشتم ...
 
كان المطلوب أن نحمل الرسالة للعالم رحمة وإنسانية  وتبيانا لكل شيء لنخرج الناس من ظلمات العبودية للبشر فغدونا نجري خلفهم بمسميات مختلفة والأسوأ والأخطر نقدم الأنموذج الأسوأ على إنتمائنا ونحن نلبس أنفسنا زورا مسميات الخادم الأمين والناطق الرسمي بإسم أقدس بقاع الأرض وأشرفها وأحبها الى الله...
 
عصبياتكم شر مطلق وتموضعاتكم ما عادت فقها نعتز به وسلوكياتكم لا تدلل على ما تصدحون به... وتصديق ما تجهرون به على المنابر ضرب من الخيال...
 
صحيح أن الغرب في الموقع العقدي الخاطىء ولكنهم وصلوا المريخ وصاروا مرجعنا في أبسط مقومات الحياة ... كل شيء من عندهم ... نحن التبع .. نحن ببساطة نحتاجهم بكل شيء...
 
كل ما نحن عليه سببه واضح كرسي الحكم والعصبيات المذهبية ... والمصيبة الأكبر لدينا الجهل في الإنقياد والتبعية ... نبرر القتل والفساد والذبح لهذا وذاك فقط لأنه من جماعتنا ...
 
تبا لكم وما أنتم عليه .... واعلموا جميعا أن عزكم في رسالتكم وليس في عصبياتكم المقيتة ... هاتوا أثرا مجتمعيا لتموضعاتكم ...
بقلم ماجد زيد - ابو رامي -مدينة صور