لا خمر في البازورية بقوة فتوى التكفير لا القانون .... فهل من يدّعي محاربة داعش وفكرها التكفيري اليوم هو نفسه من يُقلّدها في تعاطيها مع الآخر؟
 
لطالما عُرِفَتْ البازوريّة (قضاء صور- جنوب لبنان)، بأنّها بلدة التنوّع الثقافيّ والشيوعيّ والقوّميّ، حتى ولو كانت مسقط رأس السيّد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، لكنّ الذي أثار الإستغراب هو قيام أحد مشايخها (قارىء عزاء) ويُدعى الشيخ زكريا جبارة بتنظيم حملة عبر صفحته الخاصّة على "فايسبوك" يدعو فيها أبناء البازوريّة إلى الإتحاد ضدّ المنكر وإغلاق متجر بيع الكحول.
 
هذه الحملة  التكفيريّة التي نظمّها الشيخ الداعم لـِ حزب الله قد ذكرنا لبرهةٍ بتنظيم داعش التكفيري، لاسيّما وأنّ في تسجيله الصوتي قرّر تنفيذ "حكم الله" وقتل الملحدين، والكفار أيّ قتل بائعي الخمور في بلدته، مُشدّدًا على أنّه لا يهون عليه أن تكون البازوريّة، التي تضمّ آلاف المؤمنين، والذين يتوجهون إلى القبلة في صلاتهم ويَتلون شهادة "لا إله إلّا الله وأن علي بالحق ولي الله"، أن "تسكت عن بيع الخمر والرجس"، ولا يندفع منها شخص لمنع الأمر ومقاتلة هؤلاء الكفّار.
 
هذا الشريط الذي إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعيّ، خلق ردود فعل مُندِّدة ومُستغربة  من التشدّد الفكري الذي يُحاول الشيخ زكريا جبارة، فرضه على أهل بلدته لمحاولة مصادرة الحرّيّات والتدخل في حياة المواطنين.
 
وأجرى موقع "لبنان الجديد"، مقابلة مع أحد سكّان بلدة البازوريّة الذي طلب عدم ذكر إسمه، أنّ " سكّان البلدة (البازوريّة )يشعرون بخوف حقيقي بسبب عدم تدخّل السلطات لتوقيف مُطلق التهديدات خصوصًا وأنّه يتصرّف كأنّه الآمر والناهي، دون أنّ تتحرّك فعاليّات المنطقة أوالأجهزة الأمنيّة، وكأنّ الجنوب يتمتع بحكم ديني ذاتي."
 
 
وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعدّي على حرية الفكر والمعتقد، وقد سبق أن وقِّعت عريضة في بلدة “كفررمان” قضاء النبطية لإغلاق محال لبيع المشروبات الروحية  قبل أشهر والتي سرعان ما واجهتها حملة مضادة رفضاً لصبغ المنطقة بلون واحد  دون الأخذ بعين الإعتبار التنوع الاجتماعي والسياسي فيها.
 
يُذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي يدعو فيها الشيخ جبارة إلى الإتحاد ضدّ المنكرـ حيثُ سبق وقال:" “إن بيع الخمر في بلدتنا البازورية بلدة الشرفاء هو عمل محرم ومن واجبنا التصدي له وعلى صاحب المحل أن يحترم دين أهل هذه البلدة التي يدينون بها والذي لايسمح على الإطلاق ببيع الرجس والمحرمات في بلده العزيز. “وتابع” على المؤمنين الحقيقيين من أهالي البلدة ضم صوتهم الى اصواتنا واستنكار هذا العمل الشنيع الخطر على مستقبل شبابنا وجيلنا الصاعد..يجب أن نؤمن لجيلنا الصاعد مجتمعا صالحا خاليا من مسببات المعاصي والذنوب…"
 
يُذكر أن جبارة نفسه إستقوى على القانون ، وأعلن أن حزب الله مستعد لدعمه في حملته ، فيما رفضت حركة أمل ذلك، بحسب ما قاله جبارة نفسه ، رغم أن المحل مرخّص وليست من صلاحية رجل الدين تطبيق القانون بل من صلاحية الدولة  ذلك طبعاً في حال وجود مخالفة . والمحل بحسب شهود عيان لم يُسبّب أي إزعاج لسكان البازورية ولا تحصل مشاكل أمامه ، وهذا ما إعترف به جبارة نفسه بطريقة غير مباشرة عندما عبّر عن إمتعاضه لعدم وجود " رجال " في البازورية وهو يقصد أن لا أحد وقف معه في حملته التكفيرية الداعية إلى القتل ، لأنه ببساطة المحل لا يزعج أحد. 
 
فهل من يدّعي محاربة داعش وفكرها التكفيري اليوم هو نفسه من يُقلّد أسلوبها في تعاطيها مع الآخر؟ 
 
هذا الفيديو والملف بشكل عام برسم القضاء والأجهزة الأمنية اللبنانية لتطبيق القانون وإنزال العقوبات بحق من يُهدّد السلم الإجتماعي والأهلي .