يدركُ حزب الله سلفًا أنّ حربه مع مواقع التواصل الإجتماعيّ هي حرب مفتوحة وطويلة الأمد، فهذه المعركة لا تقلّ أهميّة عن المعارك العسكريّة والأمنيّة والعقوبات الماليّة
 
إستُفزّ الجمهور اللّبنانيّ يوم أمس الأحد، بحديثٍ نُسِب إلى أمين عامّ حزب الله، حسن نصرالله، يدعو فيه إلى تحريم استعمال مواقع التواصل، واصفاً إياها والإنترنت بـِ "الابتلاء"، حيثُ إعتُبِر في خانة الديكتاتوريّات وقمع الحرّيّات، وفي حين شكر البعض القدر والظروف التي لم تنصّب نصرالله مرجعاً دينيّاً، وإلّا لكان لبنان تحوّل إلى إيران "الخميني".
 
وبحسب ما نشرت  حسابات عدّة عن نصرالله قوله:"لو كنت مرجعاً، كنت بحرّم شي اسمه تواصل اجتماعي، فالابتلاء الأكبر في هذا العصر هو الإنترنت ومواقع التواصل".
 
 
ووفق ما نُسِبَ إلى نصرالله:"وأنا مش عم افتي، عم أعطي رأي، الأخوات اللّي بحطّو صورهن ع مواقِع التّواصل، بقلّن مش هاي مدرسة السّيدة الزهراء - عليها السّلام، كيف سيتصفّح وُجوههُنّ كلّ من في الكُرة الأرضِيّة!"
 
من جانبٍ آخر، أوضح البعض أنّ نصرالله لم يقلّ ذلك حرفياً، إنما قال خلال كلمة له أوّل من أمس السبت، في حفل تخرّج طالبات بمعاهد تعليميّة تابعة لـِ الحزب:"يؤسفني فعلًا أن العديد من الأخوات يضعن صورهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي ويتصفح وجوههن القاصي والداني… الابتلاء الأكبر في هذا العصر هو الإنترنت ومواقع التواصل".
 
وإعتبر الجمهور اللّبنانيّ، أنّ ما قاله أمين عام حزب الله عن مواقع التواصل ليس مستغربًا.. بل هو متوقّع، لاسيّما وأنّ ساحات القتال الأكثر تعقيداً وشراسة التي تُشنُّ عليه هي عبر مواقع التواصل، فهو مُكبّل وغير قادر على فرض الإنضباط بوجه الخصوم ومعارضيه.  
 
ويدركُ حزب الله سلفًا أنّ حربه مع مواقع التواصل الإجتماعيّ هي حرب مفتوحة وطويلة الأمد، فهذه المعركة لا تقلّ أهميّة عن المعارك العسكريّة والأمنيّة والعقوبات الماليّة، خصوصًا وأنّه لا يستطيع إقفال مواقع أوّ منصّات وتقييدها فأطلق سابقًا  خطّة لهذه المعركة وفق آليتين. الأولى، التشكيك في ما يَرِد فيها، أيّ الطعن في مصداقيتها وموثوقيتها، أمّا الثانية، تدعو إلى العزوف عن الانخراط فيها، وبالتالي الحد من تداولها.