صدر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي في بيروت كتاب جديد بعنوان : "تفكيك التفكير : داعش ومبادئها الفكرية نموذجا" للدكتور مهدي الموسوي وهو خريج الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ونال شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية والفكر السياسي وله العديد من الدراسات ومنها دراسة خاصة عن الفكر السياسي لابي الاعلى المودودي ، وترجم الكتاب للغة العربية الاستاذ محمد علي ايوب.
وجاء في مقدمة  مركز الحضارة عن الكتاب : واجه العالم ومازال الكثير من الممارسات العنفية باسم الدين ، ويبدو انه لم تخل حقبة تاريخية من مثل هذا الممارسات ولم تتنزه امة من الامم عن ممارسة تديّنها بهذه الطريقة، وثمة سمة مشتركة بين التيارات المتشددة المعاصرة ، فهي من جهة  تعبد الماضي اوتتعبد به على الاقل، ومن جهة اخرى تستفيد من احدث ما انتجته الحداثة من تقانة ومناهج واساليب. وما يعرف ب"داعش" او الدولة الاسلامية في العراق والشام ما هو الا نسخة من هذه التيارات المتشددة ورغم سقوط هذه الدولة عسكريا ، فان افكارها لا تزال قائمة وهذا يتطلب العمل للرد على طروحاتها الفكرية ، وهذا الكتاب محاولة في هذا الاتجاه.
واما المؤلف الدكتور مهدي الموسوي فيقول: ان انتشار داعش وامتداد نفوذها الى الكثير من الدول والمناطق والمجتمعات يؤكد ان هذا النفوذ لا ينحصر بالجوانب المادية او الحضور الميداني ، بل له صبغة نظرية وعقدية وفكرية ، ولذا من الضروري فهم هذه التيارات الفكرية واسسها واسباب انتشارها من اجل الرد عليها ومواجهتها.
وتتناول مقدمة الكتاب ماهية التيارات الفكرية وشرح طبيعنها واهدافهأ
وينقسم الكتاب الى احد عشر فصلا تناولت الموضوعات التالية: التوحيد والشرك، التكفير العقدي،الجاهلية،التكفير السياسي، الهجرة، التوحش( العنف) او شوكة النكاية والانهاك، الجماعة،الجهاد، الامة، الخلافة، اخر الزمان والمهدوية.
وفي كل هذه الفصول يشرح المؤلف نظرة التيارات التكفيرية او العنفية لهذه المصطلحات وكيفية استخدامها لتبرير العنف ومن ثم يرد عليها ويدحضها.
ويختم بالقول : ان مواجهة التيارات التكفيرية في العالم الاسلامي بحاجة الى عزم وارادة كل القوى في خندق المواجهة الصلبة والناعمة ، وبموازة المواجهة العسكرية، لا بد ايضا للعلماء واصحاب الرأي من مواجهة هذا التكفير في ساحة العلم والفكر وذلك من خلال الرصد الدقيق للاراء والافكار المتطرفة بعيدا عن الشعارات والانفعالات والعواطف العابرة ، وان المواجهة العسكرية الصلبة لهذه التيارات لا يمكنها ابدا ان تزيل الفكر والعقيدة بل قد تدفعها للنمو والانتشار ، ولذا لا بد من الاهتمام بالمعركة الفكرية والعقائدية في الوقت نفسه.