اتضح للجميع أن البلد في قبضة حزب الله وأن الآخرين في القبضة أيضاً
 

بات الجميع نيام غرقى أحلامهم أو كوابيسهم وقد تشابهت عليهم بعد أن أدركوا أنهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا دور لهم ولا تأثير فاستكانوا ولاذوا بصمتهم المعيب ولات حين مناص فما عادت مكوكيات التيار شغالة ولاضرورات المستقبل نافعة ولا جماعة الجمهورية المستفحلة والمستقوية حاضرة في المشهد الذي ملؤوه عيطاً وصراخاً دون جدوى بعد أن عرفوا خسارتهم وبات مدّعو السيادة ومحاربو الفساد ومهللو الهللويا في المناسبات الوطنية مجرد كورس في كنيسة مهجورة .

لم يعد الرهان على أحد يجدي نفعاً طالما أنهم باعة سياسة متجولون في أسواقهم دون زبائن بعد أن ملّوا من غشهم ومن بضاعتهم المُزجاة لذا طوى اللبنانيون صفحاتهم وباتوا منتظرين على أرصفة الوقت منقذاً يحيل الصمت الى صوت ويجترح المعجز كي يكمل لبنان دوره في ممارسة الحياة السياسية من باب التوافق المؤقت بين الشركاء في الشركة اللبنانية الطوائفية .

بعد أن وضعت الطابة في المرمى السني وفي ملعب العهد ولم يلتقطها التيّاران بات الهدف يهزّ يومياً شباك الفراغ الحكومي وهذا ما هدّد بأزمة مفتوحة على الاتجاهات كافة وخاصة في الموضوعات الاقتصادية حيث هناك صعوبة لصمود الليرة رغم تطمينات سياسية وليست اقتصادية وهذا ما يدفع بالبلد الى فوضى غير مسيطر عليها وهذا ما يضر بمصالح داخلية وخارجية وينذر بعواقب غير محمودة على الإطلاق .

إقرأ أيضًا: سيد الضاحية سيد الطائف و الطوائف

 

اتضح للجميع أن البلد في قبضة حزب الله وأن الآخرين في القبضة أيضاً لذا هم أصغر من أن يسلكوا طريقاً غير طريق الحزب لذا لاذوا بصمتهم وهذا ما دفع بدول عربية وغربية الى الاستنجاد بالرئيس نبيه  بري باعتباره حلاّل الحلول ووحده من يملك وسيلة الضغط على الجميع بما فيهم جماعة 8آذار وفي مقدمتهم حزب الله ويبدو أن الداخل قد استوى ولم يعد بمقدور أحد ثني بري من واجهة الحلّ لتلبية حاجة أو عقدة تلازمه من دور بري المسيطر على اللعبة السياسية فتتضح من خلالها خواء المؤسسات وفراغها من قوّة الفعل أمام قوّة الرئيس بري الوطنية لا الدستورية فقط  والقومية وحاجة الدول النافذة اليها كي تحمي مصالح تصبح بمهب الريح لولا هذه القوّة التي يختزنها الرئيس بري في دوره الريادي و الطليعي .

في التجربة المماثلة والمشابهة وطيلة الاختلافات بين اللبنانيين ساهم الرئيس بري في حلحلة العقد والكل يعلم ان الرئيس بري كان يتنازل عن جزء من حصته الطائفية لصالح الحلول في تشكيل الحكومات وهذه سابقة لبنانية اذ من عادة زعماء الطوائف القتال لحماية حصصهم الطائفية في حين أن الرئيس بري يقاتل كي يتنازل عن جزء من حصته لصالح تجاوز الأزمات الحكومية في التشكيل أو في الممارسة الحكومية .

يضغط حزب الله على الجميع ولا يملك أحداً من اللبنانيين ما يمكنه من الضغط على الحزب سواء كان حليفاَ دائماً أو مؤقتاً أو عدواً مؤقتاً لا دائماً لأن التجربة في لبنان كشفت أن عداوات جماعة 14 آذار تنتهي بوزارة . وحده الرئيس بري يملك وسيلة الضغط على الحزب وهي وسيلة مستمدة من تسليم الحزب بقدرات بري الاستثنائية والتى تنقذ الحزب من غرق داخلي وخارجي ولا حاجة للتفصيل في ذلك فقيادة الحزب لم تعدم وسيلة الاّ وعبّرت من خلالها عن حماية بري للحزب والمقاومة ولجبهة الممانعة وأكثرهم نما لحمه في بيت بري من بربور الى عين التينة و أصبحوا ذو مكانة نتيجة رعاية دولة الرئيس لهم ولولاه لما حصلوا على نيابة ولا على وزارة ولا على دور أو مسؤولية في الحياة العامة وبالتالي فإن تمتع الرئيس بري بقوة طائفة غير محدودة وبدعم عربي واقليمي ودولي يفوق أي دعم لشخص آخر يحيط الحزب بمسؤولية تجاة رأي بري وهوحريص على سماعه حيث يجب لأخذ الحكمة من آخر حكماء لبنان .