كيف لا تمكنونه منكم وهو الذي علمكم سحر السياسة والسيادة والسلطة فغنمتموه؟!
 

وزّروا الاستقلال اجعله واحداً منكم وامنحوه وسام الاستحقاق فوق العادة كيّ يكون مثلكم مشبعاً بالكرامة الوطنية وضموه الى صدر تشكيلاتكم فلا ضير في ذلك مادام يحمل وسام الأرز أو الطيون أو شتلة التبغ أو سنبلة قمح غضّة أو يابسة لا فرق مادامت الأرض أرض إباء وعز وكرامة.

فكوا قيده أو أسره ودعوه يسرح معكم في قطيع من قطعان الطوائف وليكن راع أو واحداً من الأغنام فعادة الأنبياء رعاة البقر والبشر وهذه تجارة لا تبور مع الله ومع الوطن ولا تنتهي مادامت المراعي عامرة وتنبت ماهو خير للرعيان و الرعية لذا امنحوه فرصة الوجود من جديد أو جعلوه حيّاً بعد موات وليتنفس بملء رئتيه حتى لا يختنق أو يحبس ما في صدره من سموم قاتلة.

اتركوه يقرر أو قرروا عنه فهو ليس بدخيل عليكم هو منكم ولكم ويعطيكم ما تريدون منه دون منة أو زُلفة فهو مستقيم حيث الاستقامة وورع في صوامع العبادة وقد أضناه السير خلف احتلالات لا تنتهي ومتى اشتهيتم اشتهى ما ترمونه اليه من بقاياكم لذا امنحوه بركاتكم وأنتم تتلون الصلوات الخمس وقداديس الدراويش في المناسبات الحزينة علّه يستفيق من نوبة المناسبة المملة والمُضجرة و الكاشفة عن خفايا ونوايا حسنة للمترصدين بماء السيادة.

إقرأ أيضًا: مات الوطن عاش الزعيم

كيف لا تمكنونه منكم وهو الذي علمكم سحر السياسة والسيادة والسلطة فغنمتموه وورثتموه بضاعة غير مزجاه تعرضونه للبيع كلما أفلس مفلس منكم وراح يبيع حجارته في سوق قديم وبثمن بخس كيّ يشتري ما فاته من سلع مسروقة أو مستوردة بطريق التهريب الذي شرعته البيانات المتلاحقة لحكومات الوحدة الوطنية أو القومية أو الاشتراكية ذات المواصفات العالية والتي تتدعي توزيع المغانم بالعدل والتساوي فلا فرق بين كادح وقائد مادام في خدمة الحزب والدولة.

اليوم هو يوم آخر، ميلاد جديد من عمر الاستقلال أو الاحتلال مادام الالتباس قائم ومادام القيد في معصم الوطن والمواطن ومادامت الدولة تتصفح أوراق الاستقلال بأيادي الاحتلال وتنسف ما بنته أو ما بناه لها لا تثريب اليوم  فالكل غدا واحداً في ساحات الشرف و الحرية الخارجة من رحم العبودية التي تمنحنا أسماء أخرى وتعطينا ما نحتاجه منها من ألقاب وتسميات وبرتب عالية كي نتأله  فلا أحد يريد الرتبة الأدنى ما دامت الألوهية ممنوحة لخيرة بني البشر ممن أنعمونا بوافر خيراتهم وبركاتهم والتي لا تحصى ولا تُعد.

اذاً وزروا الاستقلال كي تستقلوا وتصبحوا على حكومة وحتى لا تنسوا فتسود وجوهكم و أنتم أحوج ما تكونوا الى شيء يبيض ما سود فيكم  من سوء الطالع أو من فساد صغير بات ينمو على كبر في زرعكم الكريم والمبارك.

إقرأ أيضًا: الحزب أم الحريري أبو الطائفة السُنية؟

لن تجدوا حلاً غير ذلك ابتغوا الوسيلة كيّ تقرؤا القرآن  بلسان مقتدر عربي غير أعجمي كونه شرط النبوة في جعل الحماية العامة أمراً سهلاً ومتاحاً بعد أن هرسته عربة هاربة من ساحة العروض المتواصلة خارج ميدان الزمان والمكان ايماناً منهم بحفظ المكتسب من الضياع والضباع.

ربما يهدأ بال الاستقلال اذا ما عرف انه سيوزّر في سنة قادمة أو اذا ما غامت الشمس وبقيت واقفة على أرنبة نارها تتلظى بلظاها وترسل شظاياها الى كل من يحتاجها لتصلح ما فيه من خراب بعيداً عن العين حيث تلتقي ارادات الباحثين عن نعيم المعلوم في مغانم المجهول.

نكسوه أو ارفعوه عالياً ولتقدم فرقة منكم أو كتلة تحتمي برأس البطل المشنوق على أعواد الاستقلال.