هو شاعر سوري ولد في أحد أحياء دمشق القديمة. حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1944 . 

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966. بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة، وأصدر أول دواوينه "قالت لي السمراء" عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة .
له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها "طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " . أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .


صديقاتي

سأكتبُ عن صديقاتي ..

أرى فيها.. أرى ذاتي

ومأساةً كمأساتي ..

سأكتبُ عن صديقاتي

عن السجن الذي يمتصُّ أعمارَ السجيناتِ ..

عن الزمن الذي أكلتْهُ أعمدةُ المجلاتِ ..

عن الأبواب لا تُفتحْ

عن الرغبات وهي بمهدها تُذبحْ

عن الحَلَمات تحت حريرها تنبحْ

عن الزنزانة الكُبرى

وعن جدرانها السودِ ..

وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

دُفنَّ بغير أسماء

بمقبرة التقاليدِ ..

صديقاتي ..

دُمىً ملفوفةٌ بالقطنِ ،

نقود .. صكَّها التاريخُ ، لا تُهدى ولا تُنْفَقْ

مجاميع من الأسماك في أحواضها تُخنَقْ

وأوعية من البللور ماتَ فراشها الأزرق ...

بلا خوفٍ ..

سأكتب عن صديقاتي

عن الأغلالِ دامية بأقدام الجميلاتِ ..

عن الهذيان.. والغثيان .. عن ليل الضراعاتِ

عن الأشواق تُدفن في المخداتِ ..

عن الدَّوران في اللاشيء ..

عن موت الهنياتِ ..

صديقاتي ..

رهائن تُشترى وتباعُ في سوق الخرافاتِ ..

سبايا في حريم الشرق ..

يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ

صديقاتي ..

طيورٌ في مغائرها

تموتُ بغير أصواتِ ...

يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ

صديقاتي ..

طيورٌ في مغائرها

تموتُ بغير أصواتِ ...