يختتم قائد أستراليا وهدّافها التاريخي تيم كايهيل مسيرته الدولية عن عمر 38 عاماً، بخوض الدقائق الخمس الأخيرة من مباراته الدولية الـ108 أمام لبنان اليوم في ملعب سيدني الأولمبي، بحسب ما أعلن الإثنين مدرّبُه غراهام أرنولد.
 

وتأتي المباراة الودّية ضمن استعدادات المنتخبين لخوض كأس آسيا 2019 في الإمارات بدءاً من الخامس من كانون الثاني المقبل، ويدافع فيها المنتخب الأسترالي عن اللقب الذي أحرزه على أرضه عام 2015.

وأكد غراهام أنه يعتزم الإفادة الى أقصى حدّ من هذه المباراة التحضيرية، وسيمنح لاعبه كايهيل، صاحب الـ 50 هدفاً دولياً والـ4 مشاركات في كأس العالم آخرها مونديال روسيا 2018، فرصة للمشاركة في الدقائق الخمس الأخيرة فقط.

وقال المدرب: «الدقائق الـ85 الأولى ستكون مخصَّصة بالكامل لأدائنا»، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة «فوكس سبورتس» الرياضية. لا مباريات ودّية أخرى لدينا، لذا الدقائق الخمس الأخيرة ستكون لتيمي».

وقال كايهيل في تصريحات نقلتها صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد»، أنّ المدة القصيرة التي يتوقع أن يمضيها على أرض الملعب الثلثاء ستكون «أفضل 5 دقائق في حياتي».

وأعرب اللاعب السابق لنادي إيفرتون الإنكليزي، عن أمله في إنهاء مسيرته مع المنتخب بتسجيل هدفه الـ51، قائلاً: «أنا واثق من أنني سأحصل على فرصة لذلك».

وسبق لكايهيل أن سجّل هدفاً في مرمى المنتخب اللبناني، وذلك في مباراة ودّية أُقيمت على ملعب صيدا البلدي في جنوب لبنان في السادس من أيلول 2012، وانتهت لصالح أستراليا 3-0.

وكان لبنان تعادل مع أوزبكستان سلباً في بريزبين الخميس الماضي، فيما تعادلت أستراليا مع كوريا الجنوبية (وصيفتها في النسخة الأخيرة لبطولة آسيا 2-1 بعد التمديد) 1-1 في بريزبن أيضاً السبت.

وتخوض أستراليا النهائيات الآسيوية في المجموعة الثانية التي تضم سوريا والأردن وفلسطين، بينما يلعب لبنان في المجموعة الخامسة التي تضم السعودية وقطر وكوريا الشمالية.

ويلتقي المنتخبان عند الساعة 19:48 في توقيت أستراليا (10:48 بتوقيت بيروت).

وفودٌ لبنانية كبيرة لدعم المنتخب

وتكتسب المباراة أهمية خاصة كونها ستجرى تحت أنظار أفراد الجالية اللبنانية في أستراليا والمنتظر أن يتوافدوا إلى الملعب بأعداد كبيرة لمؤازرة اللاعبين اللبنانيين، في المرحلة الأخيرة من الإعداد التصاعدي لنهائيات كأس آسيا التي تنطلق في 5 كانون الثاني المقبل.

وتتحدّث أوساط الجالية اللبنانية عن أنّ إختيار منتخب لبنان للمشاركة في هذه المناسبة يعدّ بمثابة تقدير للمسيرة التصاعدية التي حققها أخيراً، ولما يمثله كايهل للأستراليين واللبنانيين المغتربين هناك، علماً أنّ صفوف المنتخب الأسترالي ضمّت سابقاً لبنانيين بارزين أمثال طارق الريش (2015) وأندرو نبّوت الذي كان ضمن تشكيلة مونديال روسيا.

وتدرّب منتخب لبنان أمس في الملعب الأولمبي (ضاحية هومبوش)، وكان تركيز على لمسات دقيقة في طريقة اللعب التي ستُعتمد. وطلب المدير الفنّي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش من عناصره تقديم الصورة التي يتوقعها الجميع منهم، لا سيما بعد أدائهم الجيد أمام أوزبكستان الخميس الماضي.

وتطرّق «رادو» في المؤتمر الصحافي عشية اللقاء إلى أهمية المناسبة كونها فرصة جيدة للاحتكاك بمنتخب عريق يحمل اللقب الآسيوي وبلغ نهائيات كأس العالم 5 مرات، واعداً بمباراة جيدة تسعد الجميع ومنهم أفراد الجالية اللبنانية، شاكراً الاتحاد الأسترالي لكرة القدم على بادرته واستضافته منتخب لبنان والإتحاد الأسترالي - اللبناني على تكريمه البعثة اللبنانية مساء الأحد الماضي، «ما يبعث فينا الفخر والحماسة».

واستعرض رادولوفيتش مسيرة الإعداد على مدى 3 أعوام وتجديده دم المنتخب، فبلغ نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى من خلال التصفيات متصدّراً مجموعته وباتت قاعدته راسخة لسنوات مقبلة، فضلاً عن خوض 16 مباراة من دون أيّ خسارة في غضون 30 شهراً.

وأضاف: «الوقت الآن لبلورة المؤهّلين للمشاركة في بطولة آسيا، ولقاؤنا مع أستراليا صورة جلية عن المستويات القوية التي ستشهدها البطولة. ولا ننسى أننا سنخوض مباراة تاريخية هي الأخيرة لكايهل، وآمل بأن يبقى في ميدان كرة القدم ويساعد من خلال خبرته وشهرته»، لافتاً إلى أنّ تشكيلته ناقصة بداعي إصابات وظروف بعض اللاعبين، ما يعني اعتماده خيارات أخرى قادرة أن تؤدّي واجبها كاملاً وتحصّل الخبرة من دون التغيير في طريقة اللعب وشخصية الفريق.

وأشار رادولوفيتش إلى وجود لاعبين لبنانيين كثر في بلدان الانتشار: «نسعى لاستقطاب المؤهّلين منهم لتدعيم صفوفنا ونجحنا في المرحلة الماضية في ضمّ بعضهم، آخرهم الأخوان ملكي وباسل جرادي وعمر شعبان. كما أنّ في إمكان آخرين تعزيز جيل المستقبل للاستحقاقات المقبلة».

من جانبه، تحدّث قائد المنتخب حسن معتوق عن أهمية المباراتين في أستراليا: «شاهد الجميع أداءَنا النوعي المتطوّر أمام أوزبكستان، ولقاء أصحاب الأرض فرصة نوعية كبيرة خصوصاً في وجود لاعب من طينة كايهل»، مؤكداً أنّ التركيز منصبّ على كأس آسيا «لنظهر في صورة لائقة نفخر بها ويفخر بها جمهورنا».

ويدير اللقاء طاقم حكام ياباني بقيادة ريوجي ساتو. وستُستخدَم تقنية الـ«في اي آر» في المباراة من خلال طاقم حكام ومراقبين نيوزيلنديين.

وتتطلّع أستراليا إلى فوز يتكامل مع تكريم نجمها كاهيل، فبعد المباراة لن يتجمّع الـ«سوكيروس» إلّا للمغادرة إلى الإمارات لخوض النهائيات القارّية.