من المحتمل أنكم سمعتم بأنّ الثوم قد يقلّص مدّة نزلات البرد ويساعد على دعم القلب. فهذا النوع من النباتات استُخدم منذ قرون عدة في الأطباق الغذائية لتعزيز النكهة وفي الوقت ذاته إضافة المنافع الصحّية، كتحسين الهضم وزيادة القدرة على محاربة الأمراض.
 

إستناداً إلى الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، فإنّ المركّبات التي تحتوي على الكبريت (Sulfur) الموجودة في الثوم قد رُبطت مباشرةً بالفوائد الصحّية المُحتملة. ولحسن الحظّ، فأنتم لستم بحاجة لاستهلاك الكثير من الثوم بهدف بلوغ انعكاساته الإيجابية الجدّية على الجسم.

وعرض في ما يلي سُبل تأثير الثوم، سواء كان مطبوخاً أو على شكل المكمّلات الغذائية، في الصحّة:

الوقاية من الأمراض

استعدّوا لموسم الرشح والإنفلونزا من خلال زيادة استهلاككم للثوم. فقد شملت دراسة أجراها علماء جامعة فلوريدا 120 شخصاً يتمتّعون بصحّة جيّدة وأعطوهم مُستخلص الثوم لمدّة 90 يوماً مع متابعة حالات تعرّضهم لنزلات البرد أو الإنفلونزا.

وتبيّن أنّ الذين حصلوا على المكمّلات انخفضت لديهم حدّة المرض وعدد أعراضه، جنباً إلى غيابهم عن العمل أو المدرسة لأيام أقلّ.

محاربة نزلات البرد

هل تساءلتم يوماً عن سبب حرص والدتكم على إضافة الثوم إلى شوربة الدجاج عند تعرّضكم لنزلات البرد خلال طفولتكم؟ يرجع ذلك إلى أنّ ارتباط هذا المُنكّه بخفض مدّة المرض قد شاع منذ أجيال عدة وقد دعمه العلم فعلاً!

في الواقع، يساعد الثوم على تحسين استجابة الجهاز المناعي من خلال تعزيز وظيفة خلايا المناعة. لا تتردّدوا إذاً في طبخ الثوم في الحساء، والصلصات، والقلي السريع عندما تشعرون بالتوعّك لدعم أجسامكم على محاربة مُسبّبات الأمراض والشعور بحال أفضل سريعاً.

خفض الضغط المرتفع

يُعتبر الضغط المرتفع مؤشراً مهمّاً لأمراض القلب والأوعية الدموية وقد يؤدي إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. خلصت الأبحاث إلى أنّ مكمّلات الثوم تستطيع خفض معدل ضغط الدم بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يشكون من ارتفاع الضغط.

بحسب دراسة أجراها علماء كلية الصيدلة في جامعة الملك خالد في المملكة العربية السعودية، تلقّى المشاركون الذين يعانون من الضغط العالي مكمّلات الثوم بجرعات ضئيلة يومياً لمدّة 24 أسبوعاً.

وقد تبيّن أنّ ضغطهم الانقباضي والانبساطي قد انخفض. تحدثوا إلى طبيبكم عن الوسائل الطبيعية التي تقلّل معدل ضغط الدم، وإذا كانت مكمّلات الثوم تُلائم وضعكم الصحّي.

الحماية من السرطان

الثوم غنيّ بمضادات الأكسدة التي تساعد على ردع الجذور الحرّة في الجسم والتي تحفّز ظهور السرطان.

وعلى رغم أنّ النتائج كانت واعدة أكثر في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات مقارنةً بتلك التي شملت البشر، لكن تبيّن أنّ خصائص مضادات الأكسدة الموجودة طبيعياً في الثوم تقمع تشكّل مُركّب «Nitrosamine» الموجود في المأكولات كاللحوم المُعالَجة، وتساعد على إحباط هذه الآليات التي قد تؤدي إلى السرطان.

تعزيز صحّة الدماغ

يساهم الثوم في الحفاظ على صحّة الجهاز العصبي المرتبط بقدرة الأمراض التنكّسية على التأثير في الدماغ والجسم، والتي تشمل الاضطرابات العصبية التنكّسية كالألزهايمر والباركنسون.

... وأيضاً العظام

إذا كنتم تدخنون، فاعلموا أنكم قد ألحقتم الضرر بعظامكم وأنتم أكثر عرضة لهشاشتها. وجدت الأبحاث علاقة مباشرة بين التدخين وانخفاض كثافة العظام. غير أنّ زيادة استهلاك الثوم قد تقلّل من بعض الدمار الذي حصل للهيكل العظمي نتيجة التعرّض المُزمن لدخان السجائر.

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنّ الزيت المُستخلص من الثوم قد يلعب دوراً إيجاباً في صحّة العظام. كذلك كشفت دراسة أُجريت في «Los Angeles Biomedical Research Institute» شملت 60 رجلاً أنّ استهلاك مُستخلص الثوم، جنباً إلى فيتامينات أخرى، ساهم في دعم كثافة المعادن في العظام.

تنظيم مستويات السكر في الدم

وفق دراسة صدرت عام 2017 حلّلت 9 تجارب سريرية مجموعها 768 شخصاً يعانون السكري من النوع الثاني، تبيّن أنّ مكمّلات الثوم أدّت إلى خفض مستويات الغلوكوز في الدم على معدة فارغة.

إطالة العيش

قدرة الثوم على المساهمة في خفض الضغط العالي تُعتبر من بين الأسباب التي دفعت العلماء إلى القول إنه قد يساعد الإنسان على العيش أطول. خصائصه المضادة للأكسدة، وفاعليته في محاربة الأمراض، وانعكاساته الإيجابية على الجهاز المناعي هي من العوامل الأخرى التي تساعد الأشخاص، وتحديداً كبار السنّ، على التمتّع بصحّة جيّدة لمدّة أطول.