تشكيل الحكومة والصورة النهائية التي سوف ترسو عليها هي ستكون المفصل في تحديد مصير ومستقبل تفاهم مارمخايل
 

صار معلوماً أن المستهدف بشكل أساسي من ما يسمى بعقدة توزير النواب السنة المستقلون، هو رئيس الجمهورية تحديداً، وأن القرار الحاسم عند حزب الله هو منعه وتياره من الحصول على 11 وزير بحكومة ثلاثينية، وأن السني المطلوب توزيره يجب أن يكون من حصة الرئيس حصراً.

قيل بهذا السياق الكثير من السيناريوهات تبدأ بوجود مشكلة ثقة حقيقية بين طرفي تفاهم مار مخايل، وأن تراكم مواقف وتصريحات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هي السبب بالوصول إلى ما وصل الطرفين إليه، بدءاً من الموقف الذي أُعلن على شاشة الميادين حول الصراع مع إسرائيل، مروراً بلقاءاته الخارجية وما رشح عنها من طلب عواصم القرار (فرنسا - أميركا) من باسيل الإبتعاد قدر الإمكان عن الحزب وتجاوب الأخير مع هذا المطلب، وصولاً إلى التنسيق العميق مع الرئيس المكلف بما يمثل من إمتداد سياسي يصل إلى الرياض وما بعد بعد الرياض.

وأما السيناريو الآخر في هذا المسار، هو وجهة النظر التي تقول بأن هذا التباين بين التيار الوطني الحر وحزب الله، إنما يختلق بالتنسيق والتعاون بين الطرفين وعن سابق تصور وتصميم، وبقرار من حزب الله نفسه، ويهدف إلى تحقيق أمرين مهمين: الأول هو عودة التيار إلى التقرب من الوجدان المسيحي الذي ابتعد عنه بسبب تقاربه مع الحزب، والذي يخشى الشارع المسيحي من تضرر مصالحه ومصالح العونيين بسبب العقوبات المرتقبة على الحزب والتي من المتوقع أن تطال حلفائه في المراحل القادمة، وثانياً حتى يتمكن التيار من إسداء خدمات حمائية (إقتصادية تحديداً) قد يحتاجها الحزب في مرحلة تضييق الخناق على موارده ومنابع تمويله . 

إن تشكيل الحكومة والصورة النهائية التي سوف ترسو عليها هي ستكون المفصل في تحديد مصير ومستقبل تفاهم مارمخايل، فإذا لجأ التيار وبالتعاون مع الرئيس المكلف إلى خديعة تسمية وزير سني من حصة رئيس الجمهورية مع الإحتفاظ أيضاً بتسمية وزير مسيحي يفترض أنه من حصة الحريري، فهذا يعني أن التفاف ذكي على حزب الله يُعمل بليل فينزع منه العقدة السنية ويحافظ التيار على ثلثه المعطل! 

هذا الخيار إن وجد، فإنه قد يحل العقدة السنية، وإنما هذا يعني بالضرورة أن تفاهم مار مخايل قد صار في غياهب الزمن، وأن مرحلة جديدة ستفتح على البلد وأن عقد لا تعد ولا تحصى سوف نسمع عنها في المرحلة القادمة لن تحل قبل انتهاء العهد وتفاهمه.. 

فحزب الله ليس القوات اللبنانية وتفاهم مار مخايل الذي أوصل الرئيس عون إلى بعبدا لن يسمح بخداعه والتنصل منه وإسقاطه بعد وصوله، وإنما سيكون حزب الله في وارد التفكير جدياً كيف يسقط العهد مع التفاهم.