أيام صعبة تنتظر هذا البلد الصغير فالجميع يعلم أن لا سبيل لإنقاذ إقتصاده لأن القرار أخذ وباتت كل المؤتمرات الدولية لمساعدته معلقة، قبل لبنان يجب أن يحسم وضع اليمن وسوريا والعراق وبهذا الترتيب
 

لقد بات واضحًا جليًا أن أزمة تأليف الحكومة ستار لأزمة الحكم التي أصابت البلاد منذ إتفاق الدوحة الذي يطبق اليوم عوضًا عن إتفاق الطائف.

فبعد الإنقلاب الفعلي على إتفاق الطائف في ٧ أيار إنقلب السيد نصر الله على إتفاق الدوحة في ١١ نوفنبر ٢٠١٨ ونسف معادلة الثلث عشرات التي أقرت في الدوحة، المعادلة الجديدة المطروحة من خلف الستار "نريد الثلث في النصوص بعدما ثبتت في النفوس"، معنى ذالك أن كل الأمور باتت موضع نقاش في ظل تمسك المسيحيين قبل السنة بإتفاق الطائف وفي ظل تغيرات إقليمية ضخمة تبشر بإعادة تلزيم البلدان العربية وفق حصص تتفق عليها الولايات المتحدة مع روسيا، الموضوع لم يعد في يد اللاعبين الإقليميين فحتى إيران تنتظر إن كان لبنان سيكون من حصة روسيا ما يعني حتمًا نظام لبناني جديد يعطي حلفاءها اليد العلية أو من حصة الولايات المتحدة ما يعني عودة الثنائية المسيحية السنية وإنتهاء دور درة التاج الإيرانية في لبنان.

إقرأ أيضًا: تبدل موقف حزب الله من مسهّل إلى معرقل

لم يعد الزمان زمان تمرير الوقت بل أصبحنا في زمان توزيع النفوذ وبالتالي تغير الأنظمة بما يتناسب مع من توكل إليه المهمة ..... أيام صعبة تنتظر هذا البلد الصغير فالجميع يعلم أن لا سبيل لإنقاذ إقتصاده لأن القرار أخذ وباتت كل المؤتمرات الدولية لمساعدته معلقة، قبل لبنان يجب أن يحسم وضع اليمن وسوريا والعراق وبهذا الترتيب.

في هذه الأثناء لا يمكننا إلا أن نتوجه إلى الرئيس سعد الحريري أولا الذي ما زال مؤمن بإمكانية تحيد لبنان للقول شكرا دولة الرئيس لكل ما حاولت ان تقوم به وكان ذالك نابعا من حبك و خوفك على هذا الوطن، إختلفنا معك لأننا لم نكن نريد تأجيل الأزمة، لم يعد ذالك مهم.... فوصلنا للنتيجة نفسها بفارق ٣ سنوات. 

رحم الله إتفاق الطائف و عرابه.