هل أحس الاتحاد الأوروبي من إيران بأنها لن تنسحب عن الاتفاق النووي تحت أية ظروف؟ فما هي فائدة البقاء في اتفاق عند ما فقد جميع دلالاته؟
 

منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في شهر نيسان الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي عن إرادته بالبقاء في الاتفاق مع إيران واتخاذ تدابير وآليات لاستمرار العلاقات مع إيران. 

وطالب الاتحاد الأوروبي الشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران بالاستمرار في العمل مع إيران ولكن معظم تلك الشركات انسحبت عن مشاريعها في إيران استجابة للضغط الأميركي وتجنبا من خسارة السوق الأميركية العملاقة، وعلى سبيل المثال فإن شركة توتال النفطية لديها مشاريع كبيرة وكثيرة في اميركا كانت تخسرها بحال البقاء في العمل مع إيران وبطبيعة الحال اختارت اميركا على إيران وألغت صفقاتها مع إيران. 

وما كان لدول الاتحاد الأوروبي إلا أن تقف في موقع المتفرج الذي لا يقدر على فعل شيء. فلا احد يقدر على إجبار تلك الشركات الخاصة بالعمل مع إيران. 

إقرأ أيضًا: العقوبات الأميركية استهدفت الشعب ولا النظام

ثم أراد الاتحاد الأوروبي استعراض قوته في تأسيس قناة للتواصل التجاري مع إيران بدل شبكة سويفت العالمية وأعلن عن افتتاح تلك القناة التي تعتمد على اليورو في 4 من الشهر الجاري ولكن بقيت هناك مشكلة أساسية وهو تحديد الدولة التي تستضيف تلك القناة على غرار بلجيكا التي تستضيف شبكة سويفت، وبالرغم من محاولات الدول الأوروبية الكبرى وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا للبحث عن دولة تستضيف تلك المؤسسة إلا أنه لا أحد يتبنى استضافتها.

وخلال الشهور الماضية رفضت بلجيكا ولوكزامبورغ استضافة تلك المؤسسة وأخيرًا رفضت نمسا أيضأ تدشينها على أراضيها، تأتي أهمية تدشين تلك المؤسسة المالية من أنها توفر قناة لاستمرار التجارة بين إيران واوروبا ليستمر الاتفاق النووي ولو أنه يبقى في غرفة العناية. 

إقرأ أيضًا: ظريف يكشف عن مافيا تحت قناع المقاومة

ان ايران اشترطت بقاءها في الاتفاق النووي على فتح تلك القناة التي ضمن الاتحاد الأوروبي تاسيسها وصمم لها الا انه عجز عن تنفيذها على أراضيها. هل أحس الاتحاد الأوروبي من إيران بأنها لن تنسحب عن الاتفاق النووي تحت أية ظروف؟ فما هي فائدة البقاء في اتفاق عند ما فقد جميع دلالاته؟

ما هو سر التململ الأوروبي من فتح تلك القناة؟ ليس هناك سبب واضح عليه الا ان رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الأوروبي حشمت الله فلاحت بيشه يقول إن تنفيذ الآلية الأوروبية ( للتبادل المالي التجاري) تم تعليقه على رفع التوتر المحتمل بين إيران وأميركا. هذا وأن رفع التوتر بين البلدين ربما يغني إيران من أوروبا أصلا، فقيمة اوروبا المضافة لدى إيران هي في أنها توفر مخرجا لإيران تعويضا عما خسرته نتيجة العلاقات المتوترة مع واشنطن.