بين الحكومتين المتعثرتين، اللبنانية والعراقية، تطل التطورات العسكرية المتسارعة في غزة وأبعد من ذلك هناك العقوبات الأميركية على ايران وتمددها وتوسعها الى خارج الحدود الايرانية، فهل من رابط أو جامع مشترك بين هذه التطورات ومسبباتها وأهدافها وأبعادها؟
 

مهما كانت محاولات الإيحاء بأن عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية داخلية، فإن كل المعطيات والمؤشرات تشير إلى ان جزءا من الألغام له امتدادات خارجية تصل الى عواصم القرار سواء دولية أو اقليمية فليس من قبيل المصادفة ان تعثّر تشكيل الحكومة في لبنان يتزامن مع تعثّر إكمال تشكيلها في العراق، والمصاعب التي يواجهها الرئيس سعد الحريري في بيروت، يمكن مقارنتها بالمصاعب التي يواجهها رئيس الحكومة العراقية الدكتور عادل عبد المهدي، لجهة استكمال حكومته.

وبين الحكومتين المتعثرتين، اللبنانية والعراقية، تطل التطورات العسكرية المتسارعة في غزة وأبعد من ذلك هناك العقوبات الأميركية على ايران وتمددها وتوسعها الى خارج الحدود الايرانية، فهل من رابط أو جامع مشترك بين هذه التطورات ومسبباتها وأهدافها وأبعادها؟ الخبراء في لبنان والمنطقة لا يستبعدون ان يكون هناك رابط بين كل هذه التطورات.

إقرأ أيضًا: الإخلال بالتوازن ليس من مصلحة أحد في لبنان

وحسب رأيهم ان الشرط الاخير الذي جاء بالوقت الذي كان فيه الحريري يستعد لوضع اللمسات الاخيرة على تشكيل حكومته، يبدو وكأنه جزء من جهد اوسع من جانب حزب الله بموجهة الحريري، موضحين ان تحرك الحزب جاء بعدما استطاعوا من خلال التواجد الروسي على تعزيز دور النظام سعى حزب الله للاستفادة من هذا الامر سياسياً في الداخل.

كما تجد الاشارة الى ان نتائج الانتخابات النيابية التي حققها وحلفاؤه دفعته الى المبالغة في هامش فوزه بهدف بناء المزيد من الزخم ضد خصومه السياسيين، حزب الله يتصرف بهذه الطريقة، لانه يدرك ان الاوضاع الاقليمية وسيلقها يتغير بسرعة، لهذا يريد تعزيز مكاسبه وفي مواجهة العقوبات الاميريكية عليه وعلى ايران التي باتت أمام مجموعة كبيرة من التحديات ولهذا يريد حزب الله ابلاغ المعنيين بانه يملك اوراقاً قوية خاصة به، وهو يرغب بأن ينظر اليه على انه قادرعلى فرض امره في لبنان.

إقرأ أيضًا: لبنان في قلب الإعصار بعد خطاب نصر الله

وهو بذلك يريد توجيه رسالة مفادها انه ياخذ البلد رهينة، وعلى نفس درجة الاهمية بالنسبة لحزب الله من خلال فرض سيطرته على الحكومة ان يوجه رسالة الى روسيا وتركيا ايضاً مفادها انه لاينبغي ابداً اعتبار اتفاقهما حول سوريا بأن ايران لها دولر ثانوي وبهذا يسعى حزب الله الذي لا يعارض روسيا علانية يريد ان يؤكد على ان خصومه السياسيين في لبنان يخطئون في اعتبار روسيا قوة موازنة لسوريا وايران وبحسب راي الخبراء هناك تصور بأن طهران قد بالغت في المنطقة ولم تعد تمتلك الوسائل المالية لدفع كلفة توسعها ومن هنا يمكن قراءة مناورات ايران في لبنان والعراق واليمن الى دحض مثل هذا التصور، ومن ضمن الرسائل التي يوجهها حزب الله ان ينظر اليه على انه عابر للطوائف عبرتحالفه مع التيار الوطني الحر ومطلبه بتوزير سني مستقل بعد سنوات من السلوك الطائفي في سوريا. 

لكن هذه المقاربة لا تعني ان على لبنان الانتظار الى ما شاء الله خصوصًا أن اوضاع البلد لم تعد تحتمل التأخير في ظل الاستحقاقات الداهمة، والعجز المتمادي يجعل التأخير في ايجاد الحل يضاعف لاحقاً الجهود التي يجب بذلها من أجل اعادة الأمور الى نصابها .