الحوار الإسلامي – المسيحي بين الإيجابيات والعوائق وآفاق المستقبل
 

استضاف مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي الأمير الأستاذ حارث شهاب في لقاء حواري حول : الحوار الإسلامي - المسيحي بين الإيجابيات والعوائق وآفاق المستقبل ، وحضر اللقاء ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ زياد الصاحب ، وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لجنة الحوار الدكتور علي الحسن ، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ نزيه صعب ، والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان الأستاذ محمد مهدي شريعتمدار والقاضي الشيخ يحيى الرافعي وشخصيات قيادية من حركة أمل وحزب الله والجماعة الإسلامية وفعاليات اجتماعية وتربوية وإعلامية وثقافية.

وقدّم للحوار وأداره الأستاذ قاسم قصير عارضا لدور ومسيرة الأستاذ حارث شهاب في اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي إلى جانب الأستاذ محمد السماك وكذلك دوره في الحوار بين البطريركية المارونية وحزب الله ، مشيرا إلى أهمية تقييم مسيرة الحوار الإسلامي – المسيحي بعد حوالي خمسين سنة على انطلاقته.

ومن ثم تحدث الأستاذ حارث شهاب فعرض لمسيرة الحوار ولا سيما منذ عقد المجمع الفاتيكاني الثاني في منتصف القرن العشرين والذي أعطى إشارة الانطلاق للحوار الحديث مع المسلمين وتحولت العلاقات الإسلامية - المسيحية إلى واجهة الأحداث ، وقد أقيمت العديد من المؤتمرات والأنشطة لتعزيز هذه العلاقات ، لكن اللافت في هذه المرحلة التراجع الديمغرافي للمسيحيين في العالم العربي ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على صعيد دور المسيحيين ومستقبل الحوار الإسلامي – المسيحي ، كما برزت مشاكل عديدة أعاقت الحوار وخصوصا الصراع السني – الشيعي، وخاصّة بعد تحوّل إيران إلى شريك في القضايا الإقليمية وتخوف بعض الدول العربية من هذا الدور. ومن الأمور التي استجدّت وتركت أثرًا سلبيًّا على العلاقات الإسلامية المسيحية نشأة المنظمات الإرهابية والعنفية .

واعتبر شهاب : أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج لاستكمال الحوار ومنها ، العلاقة بين الدين والدولة ، الموقف من العلمنة والحرية والتطرف والأصولية ، الحاجة لمقاربة نقاط الخلاف الحقيقية وكيفية تحويل الحوار إلى الواقع المعيوش وترجمة نقاط اللقاء إلى الواقع الحياتي ، فآفاق الحوار بين الأديان أو

أتباعها تضيق عندما يعتبر دينه هو الخيار الوحيد المقبول. كما إن استمرار بروز مصطلحات كدار الحرب ودار الإسلام واعتبار كل الغرب مسيحيًّا تؤدي إلى إعاقة الحوار.

وطرح شهاب أفكارا عديدة من أجل استكمال الحوار وعرض لمهمات الكنيسة المسيحية في هذا الإطار ومسؤولية الأطراف الإسلامية على صعيد توضيح الموقف الإسلامي من العديد من القضايا والملفات .

ومع أن شهاب أشار إلى وجود العديد من العوائق التي أعاقت الحوار ولم تجعله يحقق النتائج المطلوبة فإنه أكد أهمية استمرار الحوار الإسلامي – المسيحي وتفعيله قائلا : إن الاستمرار في الحوار يحتاج إلى خريطة طريق ورزنامة عمل ضمن رؤية استراتيجية ، ولعل من الأهمية في مكان العمل من وحي مبادرات تجعلنا نرسم معا طريقا واحدا يفضي إلى الهدف المنشود وهو وضع شرعة إسلامية – مسيحية تؤسس لإعلان شامل يحتوي على الأسس التي تم الدفاع عنها والتوافق حولها في كل الوثائق والمبادرات التي صدرت بشكل منفرد او مشترك ، وآن الأوان لانطلاقة حضارية جديدة لنؤكد أن هذا العيش المشترك ليس صدفة تاريخية بل هو إرادة إلهية وسنة إلهية وعلينا الاستمرار في هذه المسيرة من أجل فجر جديد يطل علينا في عالم أفضل.

وفي الختام دار حوار مطول بين المشاركين والمحاضر وعرضت العديد من الأفكار والاقتراحات حول كيفية تطوير الحوار الإسلامي – المسيحي.