دفع العمل بالمرأة خارج المنزل أن تقضي معظم أوقاتها بعيداً من أطفالها، تماماً مثل الرجل... مما تطلّب وجود شخص آخر يرعى الأطفال ويعتني بهم في هذه الفترة، وهو ما نُطلق عليه تسمية «الدادة» أو المربّية.
ليس من السهل اختيار الأهل لمربّية، إذ أنّ وجود المربّية المناسبة لأطفالنا يكاد يكون أمراً صعباً، فهناك العديد من الشروط الواجب توافرها فيها، مثل: اليقظة، والقدرة على رعاية الأطفال الذين لا يدركون بعد ما هو نافع لهم وما هو ضار بهم، كذلك القدرة على إمتاع الطفل وتسليته وإحاطته بالعطف والحنان اللازمين له، وتهدئة الطفل ومساعدته على التخلّص من القلق الذي قد يساوره في بعض الأحيان.
 
هذا فضلاً عن أنّه يجب أن تكون لدى المربّية خبرة سابقة في التعامل مع الأطفال تُمَكّنها من تَوقّع حدوث تصرّفاتهم في ظروف معينة، ويجب أيضاً أن تتميّز بالنضج والقدرة على اجتياز المشاكل التي تعترضها في تعاملها معهم.
 
والواقع أنّ عمل المربّية يُعدّ من الأعمال الصعبة جداً، والتي تبدو في ظاهرها سهلة، حيث أنّ الطفل يظلّ معظم أوقات النهار مستيقظاً ويقضي معظم وقته في البحث والتنقيب والاستكشاف. فهو يستمتع كثيراً بأنه غير مطيع ويأخذ ما يريده عندما يريده، على رغم انه قد يمثّل خطورة على حياته.
 
وهذا كلّه يتطلّب من المربّية معرفة كيفية التعامل معه. من هذا المنطلق إليك بعض الخطوات التي يجب اتّباعها عند اختيارك المربّية المناسبة لطفلك:
 
-1 تأكّدي من أنّ المربّية التي وقع عليها الاختيار تمتلك الصفات التي اقترحها عليك مَن تَثقين بحكمهم.
 
-2 لاحظي أنّ الطفل يخاف من الغرباء، ولذلك يجب زيارة المربّية في منزلها مع الطفل، لكي نتيح له الفرصة للتعرّف إليها والاقتراب منها أكثر.
 
-3 قبل ان تخرجي إلى العمل، يجب تدوين كلّ التعليمات التي يمكن ان تتّبعها المربّية في حال حدوث أشياء طارئة، ومن هذه التعليمات:
 
• مواعيد تقديم الغذاء للطفل وأنواعه وطريقة إعداد الطعام بالطريقة التي يحبها.
 
• مواعيد دخول الطفل الحمام وكيفية تغيير ملابسه.
 
• مواعيد تقديم الأدوية والفيتامينات، واختيار الطرق الأنسب للقيام بذلك.
 
• تحديد سلوكيات الطفل وما هو مقبول منها وما هو مرفوض، والطريقة التي تتصرّف بها المربّية في مواجهة تصرّفاته وسلوكه داخل المنزل وخارجه.
 
• تحديد كيفية الردّ على جرس الهاتف أو الباب.
 
• كيفية تقديم الاسعافات الأولية إذا وقع للطفل ضرر ما.
 
• أماكن أرقام تليفونات الطوارىء فقط، كأرقام الاطفاء والاسعاف والشرطة وغيرها.
 
-4 بعد العثور على المربّية المناسبة التي تحوز رضا الام والاب والطفل، يجب تخصيص وقت أكبر في البداية للتقريب بينها وبين الطفل حتى يعتاد الوضع الجديد، وفي حال اضطرار الأم الى ترك طفلها قبل ذهابه الى سرير النوم او بعده.
 
وبفضل ذلك، يجب على الأم ألّا تترك المنزل الّا بعد ان يستغرق الطفل في النوم، واذا لم يكن بالامكان تحقيق ذلك يجب عليها أن تظل الى جواره لتَحكي له بعض القصص والروايات المسلية او تسمعه بعض الاغاني، او اي شيء يحبّه ويهواه. وفي حال كانت الأم تريد مغادرة المنزل بعد ان ينام طفلها، يجب عليها ان تقول له إنها سوف تخرج وإنها ستعود في وقت تحدده له، ومن سيحلّ مكانها أثناء غيابها، إذ في حال استيقظ الطفل في منتصف الليل لا ينزعج عندما لا يجد أمه بجواره.