توفي المخرج المسرحي والكاتب الفرنسي اللبناني الأصل نبيل الأظن في أحد مستشفيات بلدة أفينيون الفرنسية بعد صراع مع المرض عن 69 عاما.
 
ونعاه عدد من المسرحيين والفنانين اللبنانيين ممن عاصروه وعملوا معه وتتلمذوا على يديه.
 
وكتب الشاعر والكاتب اللبناني عيسى مخلوف على حسابه بفيسبوك "في اتصالنا الهاتفي الأخير قال ‘لم يعد في استطاعتي أن أتحمل‘".
 
وأضاف: "قبل أيام قليلة كان لا يزال يتحدث عن مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير التي كان يزمع إخراجها، وتقديمها في شهر فبراير المقبل مع مجموعة من الطلبة الجامعيين في بيروت. كان يبحث عن وميض أمل في نظرات الطبيب الذي يعاينه كل صباح في المستشفى. وعندما يفقد أمله ويخفت صوته، كنت أحاول، بشتى الطرق، أن أجعله يصدق أن الطريق لم ينته بعد".
 
تخرج الأظن في جامعة السوربون وأسس فرقة (البركة) في فرنسا، وقدم على خشبة المسرح نصوصا بالفرنسية لكتاب عالميين مثل هارولد بنتر وتينسي وليامز.
 
أخلص الأظن للمسرح واستخدم في عروضه الفنون الأخرى ببراعة، فترك بصمة فارقة في عالم المسرح والأدب في فرنسا التي انتقل للإقامة فيها خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1978.
 
كان من أوائل المسرحيين الذين نزلوا إلى وسط بيروت بعد انتهاء الحرب في أوائل تسعينات القرن العشرين، ليدافعوا عن معالم المدينة الأثرية مثل تياترو بيروت.
 
وفي عام 1999 قدم مسرحية للشاعر جورج شحادة بعنوان (لوعة حب) في التياترو الكبير، وذلك في الذكرى العاشرة لوفاة شحادة، حركت الرأي العام ضد سياسات إعادة الاعمار العشوائية.
 
أتقن اللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية، وترجم العديد من النصوص الأدبية، وشغلته قضايا الصراع بين اللغة الأم ولغة الآخر والحوار والهجرة والحرب والنزوح، كما ألف العديد من الكتب الأدبية منها عن رئيسة مهرجانات بعلبك الفخرية التي توفيت في مايو 2018 بعنوان (مي عريضة حلم بعلبك).
 
في عام 2010 ذهب إلى القدس حيث جسد مجموعة من روائع ألف ليلة وليلة على مسرح جامعة النجاح الوطنية، باستخدام فنون الموسيقى والغناء والحكواتي والسيرك، بمشاركة 30 فنانا وفنانة من سبع دول.
 
حاز عددا من الجوائز منها ميدالية الآداب والفنون من وزارة الثقافة الفرنسية وجائزة المنتدى الثقافي في باريس عام 2007.