اللبنانيون أصبحوا أمام تسمّم حقيقي، فكم لبناني عانى من السرطان بسبب هذه المادة المُسرطنة؟
 

لا تنتهي ولا يمكن أن تنتهي موجة الكشف عن وجود مواد غذائية فاسدة ومميتة في لبنان، ففي كل فترة، يُكشف عن كارثة غذائية بحق صحة المواطن اللبناني وحياته إلى أن تصل إلى أمراض مميتة وخطيرة، وآخرها ما كشفت عنه جمعية «المستهلك» منذ مدة، باستخدام مادة مُسرطنة تسمى «Rhodomine B»   موجودة في "كبيس اللفت"، وذلك بعد أخذ عينات من «الكبيس» من عشرة أماكن مختلفة في لبنان، مشيرةً إلى أن "النتائج «أتت كارثية» وتُظهر استخدام المادة السرطانية «Rhodomine B» بشكلٍ كثيف"، مشيرةً إلى "أن اللبنانيين أصبحوا أمام تسميم حقيقي".

وتُشير المعلومات إلى أن "هذا النوع من الكبيس المذكور، حذر من مخاطره الاتحاد الأوروبي، وتم سحْبه بعد ضبْطه في بلدان عدّة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا والنروج والسويد".

أما عن الأضرار الصحية لهذا النوع فهي تسببه بشكل مباشر بالسرطان بسبب احتوائه على مواد كيميائية وأصباغ خطيرة تنشط فيها الخلايا السرطانية.

وفي هذا السياق، كانت السلطات الصحية في مدينة مالمو، جنوب السويد، قد سحبت من أسواقها مخلل اللفت المستورد من لبنان، بحيث كشفت الدائرة الصحية في المدينة بعد الاشتباه باللون الأرجواني القوي، عن "وجود أصباغ في الكبيس لا تتحلل في الماء ما يعني أنها مستحدثة من مادة كيميائية، وهي مادة «Rhodomine B» المسببة للسرطان التي لا يسمح باستخدامها في الطعام وان هذه النتائج توصل اليها أحد المختبرات الألمانية، وقد تم تعميم إنذار الى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد ذلك".

إقرأ أيضاً: الصورة بتحكي...كتير صعبة الواحد يعتاز الناس

أما في لبنان، فالغريب في الأمر أن هذا الكبيس متواجد في لبنان وفي أكثر من 10 أماكن، عدا عن توفره في العديد من المطاعم والمحلات التجارية الغذائية، الأمر الذي سينعكس على صحة اللبناني بالدرجة الأولى، كما وسيؤثر بطريقة غير مباشرة على سُمعة المطاعم وسُمعة الطعام اللبناني المعروف بجودته وتنوعه والجاذب الرئيسي للسائحين، خصوصاً أن الخبر إنتشر في الدول الأوروبية والتي ستحذر رعاياها من خطورة الطعام في لبنان، وهذا ما سينعكس على الإقتصاد اللبناني خصوصاً القطاع السياحي.

أما الجهات المعنية في لبنان، تراشقت المسؤولية فيما بينها، بحيث أكدت وزارة الصحة "ان مكافحة استخدام هذه المادة ليس من صلاحيات وزارةالصحة"، مشيرةً الى "ان مراقبة المنتج النهائي الذي يتضمن هذه المادة ومواد أخرى هو من مسؤولية مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد"، كما "ان مادة Rhodomine B غير مسجلة ضمن المواد التي تسمح وزارة الصحة العامة بإدخالها الى لبنان كما ان وزارة الصناعة أصدرت قراراً في وقت سابق منعت استعمالها في تصنيع الكبيس"، معتبرة "ان وجود هذه المادة على الاراضي اللبنانية يعني أنها أدخلت بطرق غير شرعية، ومكافحة التهريب مسؤولية الاجهزة المعنية بضبط الحدود".

إقرأ أيضاً: ما هي «أبعاد» «مين الفلتان»؟

ومن جهتها، ردّت وزارة الصناعة في بيان لها أنّه "منذ إثارة موضوع الضرر الذي يلحقه استخدام بعض المخللات ومن بينها اللفت في الصحة العامة، تتابع وزارة الصناعة الموضوع، وتعمل على تحديد مصادر هذه المخلّلات ونوعيتها للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات وخلوها من المواد الملوِّنة الممنوعة ليبنى على الشيء مقتضاه"، موضحةً "أنّ الوزارة كانت أصدرت في سبتمبر 2017 قراراً يقضي بمنع استعمال أي مواد تشكل خطراً على الصحة العامة في صناعة المخللات".

وما بين التّوضيح والرّد، تبقى حياة المواطن اللبناني وحدها "الرخيصة" في لبنان، بعد أن تاجرت دولته بحياته ، فكم من لبناني عانى من السرطان بسبب هذه المادة؟