بومبيو : على النظام الإيراني ان يختار بين تجويع شعبه وبين العودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة.
 

"على النظام الإيراني ان يختار بين تجويع شعبه وبين العودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة".

تلك الكلمات جرت على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عندما سأله مراسل قناة بي بي سي فارسي عما إذا تركت العقوبات تأثيرات مدمرة على حياة المواطنين الإيرانيين


كان بومبيو يؤكد خلال حواره الخاص مع بي بي سي فارسي على ان العقوبات لا تستهدف الشعب الإيراني وانما استهدفت النظام فضلا عن أنها استثنت الغذاء والدواء. 


تلك التصريحات الخارجة عن الأعراف الدبلوماسية وفرت مادة دسمة للإعلام لإلقاء الضوء على نوايا الرئيس دونالد ترامب الخبيثة. واستغلت جريدة نيوز فيك نقلا عن بومبيو قوله " على النظام الإيراني ان يختار بين تجويع شعبه وبين الانصياع لاملاءات الولايات المتحدة. "


تلك العنونة أثارت سخط وزير الخارجية الأميركي بومبيو الذي ألقى باللائمة على نيوز ويك قائلا: "عار على نيوز ويك مساعدة جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في نشر أكاذيبه"  وختم بومبيو تغريدته بالقول ان " المبادلات المالية المتعلقة بالاحتياجات الإنسانية اعفيت من العقوبات."


لم تبق تغريدة بومبيو هذه من دون رد حيث رد عليها جواد ظريف عبر تغريدة على تويتر أنه"  ( بومبيو) يستهدف المواطنين الإيرانيين الأبرياء عبر تهديدهم بارتكاب الجريمة ضد الإنسانية بلهجة وقحة ثم يلوم الإعلام على تغطيته لتصريحاته."

 

إقرأ أيضا : لائحة العقوبات تشمل الموتى وتعفي المنشآت النووية

 


ونصح ظريف بومبيو " بتحمل المسؤولية عن تصريحاته أو إعلان عن تبرؤه من قرار حكومته ولا يجمع بينهما. "


ان العقوبات التي نفدتها الولايات المتحدة على إيران مؤخرا منذ 4 من الشهر الجاري هي النسخة المشددة من العقوبات آلتي فرضتها ضد العراق في الفترة الأخيرة التي رافقتها تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء حيث إنها سمحت لصادرات نفط العراق تحت سقف محدد ولكنها تؤكد على خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر. 


نعم هناك فروق شاسعة بين إيران اليوم وعراق الماضي حيث ان إيران تستغني عن الكثير من الأدوية والأغذية ولكن المستوى المعيشي لعامة الناس في إيران اليوم يختلف تماما مع المستوى المعيشي للعراقيين في العقد الأخير من عهد صدام حسين وعليه فان هناك احتياجات كثيرة لا يمكن تلبيتها إلا عبر الاستيراد الذي أصبح شبه مستحيل في ظل إرادة الرئيس ترامب. 


ويبدو أن إرادة ترامب علقت آمالا كبيرة وكثيرة على الانسحاب من الاتفاق النووي ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. فإن ترامب اضطر تحت ضغوط الواقع الى اعفاء الكثيرين من عقوباته على الشركات الإيرانية ثم تبرير موقفه هذا بأن عدم اعفاء تلك الدول من العقوبات كان  من شأنه ان يؤدي إلى ارتفاع اسعار النفط إلى 150 دولارا.


وكان لافتا هبوط أسعار الدولار أمام العملة الإيرانية بمرور أسبوع على دخول العقوبات حيز التنفيذ.