ما كان ملفتاً حتى الدهشة، هو غياب قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عن الخطاب
 

ليس مفاجئاً أن لا يُعير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة بمناسبة يوم شهيد حزب الله الوضع الإقتصادي المزري الذي يعيشه اللبنانيون هذه الأيام أي إنتباه، والتحذيرات التي يُطلقها اختصاصيون اقتصاديون من كل حدب وصوب ويُنذرون بأيام عجاف تنتظر الجميع، وانهيار ينتظر البلد بدأنا نحن المواطنون نتلمس إرهاصاته الموجعة علينا. 

فلطالما حزب الله كان خارج دائرة الهموم اليومية للبنانيين (باستثناء الحملات الإنتخابية)، وللموضوعية هنا فالحزب نفسه كان يُصرّح باستمرار أنه غير معني اطلاقاً بمجريات الأزمات الحياتية، ولطالما كان يفتخر بأنه فوق الدخول بالمعاناة الحياتية ومنها السرقات والصفقات التي كانت تمر أمامه مرور الكرام بدون أن يُحرّك ساكناً بذلك وما كانت عمليات النهب تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.

إقرأ أيضًا: العقوبات على ايران، ومدافع نابليون

إنما ما كان ملفتاً حتى الدهشة، هو غياب قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عن الخطاب، واستبدال شبعا بفيصل كرامي، بحيث تحوّل تمثيل ما يسمى بـ "السنة المستقلين" إلى قضية القضايا، في حين أن رمزية الذكرى والكلام عن الشهداء والشهادة والإستشهاد كان فيما مضى يرتبط ارتباطاً عضوياً بالصراع مع العدو الإسرائيلي حصراً، وتكون ما دون ذلك تفاصيل هامشية.

إن استبدال "شبعا" بـ "فيصل كرامي" هو دليل إضافي بأن كلا الشعارين ما هما إلا يافطات تُرفع من أجل قضية أخرى غير مصرّح بها (المصالح الإيرانية)، وتفرضها ضروريات المرحلة ليس إلا، وليتبين مع مرور الوقت أن القضية ليست هي قضية تحرير ولا هي حرص على تمثيل السنة المستقلين، وكما نُسيت شبعا بعد الـ 1701 سيُنسى "فيصل كرامي" عند أول مفرق تسووي أو ضرورات مستجدة. 

فرحم الله الشهداء.