بماذا يا تُرى سيرُدّ الحريري بعد غدٍ على خطاب نصر الله ؟
 

 

أولاً: خطاب السيد نصرالله الناري...

 

خطابٌ ناريٌّ للسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله بالأمس، يقابله صمتٌ مريب عند رُكني الحكم المكلّفين بتأليف حكومة جديدة، فخامة رئيس الجمهورية في فمه ماء، ورئيس الحكومة المكلّف "يستجمّ" في باريس منذ أن أطلق حزب الله قبل عشرة أيام قنبلة "سُنّة الثامن من آذار" الصّوتيّة،أمّا باقي الأحزاب والشخصيات السياسية فيلوذون بالصمت كرئيس التيار الوطني جبران باسيل، والرئيس نبيه برّي الذي لجأ هذه الأيام للأدعية والابتهالات، وبيك المختارة الذي دعا مناصري حزبه للصمت والتّقية على صفحات التواصل الإجتماعي، وما خلا بعض المعترضين "الأشاوس" كنوفل ضو وفارس سعيد واللواء أشرف ريفي، فإنّ الجميع بانتظار عودة رئيس الحكومة إلى بيروت ومؤتمره الصحافي المنتظر ظهر الثلاثاء القادم.

 

إقرأ أيضا : هل يتخلّى الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة بعد خطاب نصر الله ؟

 

 

ثانياً: الخطابُ العاقل للرئيس الحريري...

 

سبق للسيد نصرالله أن قالها مُواربةً قبل حوالي عشرة أيام: الأمرُ لي، ولا حكومة تخرج للعلن حتى نرضى عن ولادتها، وكرّرها بالأمس مع لهجة الوعيد للغافلين اللاّهين، فبماذا يا تُرى سيرُدّ الحريري بعد غدٍ؟

 

على الأرجح، لن يتخلّى الرئيس المكلف عن سلوكه المعتاد بالرضوخ لضغوطات حزب الله، والحُجج باتت معروفة ومُكرّرة ومُملّة : استقرار البلد الأمني والسياسي والاقتصادي، تخفيف الاحتقان المذهبي بين السُّنة والشيعة، الظهور بثياب الحمل الوديع أمام الذئاب الضارية، حدبُ أمّ الصبيّ على ابنها الذي تحاول "الضُّرة الشيطانة" اختطافه لإفقاره وتعتيره، ومن ثمّ التحلّي بالصبر والإيمان والاستمرار في البحث عن حلولٍ تُرضي خاطر وليّ أمر الأمة جمعاء، بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم.

 

استشرافٌ متشائم، رئيس حكومة مهيض الجناح منذ أن نال من هيبته ولي عهد السعودية العام الماضي، يُقابله عجزٌ في مقام الرئاسة الأولى، وللأسف، فإنّ العرج من ساقين لا يعني سيراً مُستقيماً.