المرأة اللبنانية ودورها في الاحزاب والسياسة والعائلة والانتشار ومكافحة الفساد... مواضيع شكلت محاور اساسية لمؤتمر جمعية الطاقة الوطنية التي تهتم بالحوار بين القطاعين العام والخاص لاحداث الصدمة الإيجابية التي تطور المجتمع على صعيد الاقتصاد الوطني باعتبار التحديات جسر عبور الى نجاحات اخرى.
 

ومن هنا انعقد مؤتمر mind the gap بدعوة من الجمعية الوطنية للطاقة بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون و الأفغانية الاولى اللبنانية الاصل رولا الغاني ووزير الخارجية جبران باسيل وحشد كبير من الفعاليات السياسية والحزبية والقضائية والاجتماعية ورئيسة هيئة شؤون المرأة اللبنانيةكلودين عون روكز .

وانعقد المؤتمر ضمن ثلاث حلقات حوارية ألقت الضوء على التنوع الفكري والاجتماعي وتأثيره على التطور الاقتصادي".

وتناول المؤتمر دور المرأة في مكافحة الفساد وتعزيز الثقة بالاحزاب والعمل الإداري والعمل السياسي الوزاري.وكشفت في هذا الإطار كلودين عون روكز عن مشروع لخطة عمل وطنية لقرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام،وهو الوثيقة الدولية الأولى التي تتناول المرأة في النزاعات ليس فقط بصفتها ضحية، بل أيضا بصفتها فاعلة في المجتمع ولها دور في تأمين أمن وسلام المجتمع .

وفي الأرقام ازدادت نسبة النساء في صفوف الجيش اللبناني وقوى الأمن. كما زادت الثقة بالمرأة في كل الأحزاب اللبنانية حيث ستحمل وزارات مسؤولية الوطن عند تشكيل الحكومة العتيدة.

وعلى صعيد مشاركة المرأة في الحياة السياسية، أحرزت الإنتخابات النيابية تقدما ملحوظا في عدد المرشحات الذي بلغ 86 امرأة مقارنة ب 12 فقط عام 2009، و90 % منهن يحملن شهادات عليا، ولكن بالرغم من المبادرات المتعددة الهادفة إلى تعزيز ترشح النساء في الانتخابات، فقد ترددت الأحزاب بشكل عام في زيادة عدد المرشحات على لوائحها.

وتشكل المرأة حاليا حوالى 24 في المئة من الجسم الطبي، وأكثر من 18% من أعداد المهندسين و 70% من الصيادلة. كذلك تتقارب أعداد الأساتذة الجامعيين بالنسبة إلى الذكور والإناث في معظم الجامعات والمعاهد العليا، ونشهد تقدما ملحوظا في عدد الجامعيات النساء، اللواتي بتن يشغلن منصب عميد كلية.

كما وشدد المؤتمرون على طاقات المرأة اللبنانية في بلدان الانتشار اللبناني .وأظهر الوزير باسيل بالارقام النساء اللبنانيات الرائدات في بلدان الانتشار بينهن مثلا السيدة الأفغانية الأولى رولا سعادة غان الحاضرة في المؤتمر ، وسيدة الارجنتين الأولى جوليانا عواضة. كما أظهرت المراة اللبنانية دورا في البرلمانات العالمية (3 في الولايات المتحدة بينهن دونا شلالا من بيت شلالا اللبنانية المنتخبة البارحة) و (3 في اوستراليا بينهم نائبة رئيس المجلس جاكي طراد) .وقد تبوأت بياتريس عطالله منصب وزيرة خارجية مدغشقر لسنتين (2015 - 2017)، وكذلك توجد وزيرات من اصل لبناني في كندا والاكوادور والاردن، وحاكمات ولايات في الارجنتين والبرازيل واوستراليا .

كما لعبت المرأة المنتشرة أدوار قيادية في مجال الاعمال كدولا داغر في كندا، ودايزي جدعون في اوستراليا ونايلة حايك في سويسرا، وفيكتوريا خزامي اول دكتورة لبنانية من السوربون عام 65 (وقد اسست "بيت لبنان" الذي استقبل آلاف الطلاب اللبنانيين في باريس)، وسلمى حايك بموهبتها العالمية (التي ساعدت بنشر الثقافة اللبنانية من خلال فيلم "النبي")، (وشاكيرا بنجوميتها الغنائية، وامل كلوني ببراعتها الحقوقية، وريم عكرا بأزيائها..
.
كما وسجلت المرأة نسبة مشاركة 55% من مباريات الخدمة المدنية في لبنان ونسبة 55% من النجاح، ما يعني ان عددها سيتفوق في الادارة العامة (بعد سنوات معدودة).

وعلى مستوى السفراء في السلك الديبلوماسي مثلا، تشغل المرأة 20 منصبا من 68 سفيرا، ولكن في اجدد دفعة من الديبلوماسيين الناجحين السنة الماضية شكلت النساء 72% من الداخلين الى السلك (بانتظار صدور المرسوم من دولة الرئيس). بالموازاة هي تتولى 18 منصب مدير عام من اصل 67، فهل ستزيدها بالتوالي سلطة التعيين؟ وعلى مستوى الناخبين تشكل المرأة 51% من لوائح الشطب، فلماذا استثناؤها لنفسها من السلطة ومواقع القرار السياسي؟ (النيابي والوزاري وان شاء الله الرئاسي)".

هذه المؤشرات الايجابية قد تشكل صدمة ايجابية لمكافحة الفساد "إذ ان لبنان بات في المرتبة 143 في مؤشرات مدركات الفساد .ومن هنا رأت القاضية أرليت جريصاتي ان اقرار قوانين تعزيز الشفافية تسودها شوائب عديدة على صعيد الطبقة السياسية والموظفين الكبار من جهة وفي الادارة من جهة اخرى.

وتحتاج الى اقرار عدد جديد من القوانين تساهم في خفض العجز في الموازنة".وبالتالي يمكن اعتماد حلول واقعية عبر تعزيز استقلالية وانشاء الهئية الوطنية لمكافحة الفساد على مرتبطة برئاسة الجمهورية وذات صلاحيات واسعة كمل اشراك المجتمع المدني وبينها النساء في مكافحة الفساد لتطوير الذهنية المدارس والاعلام.

وشددت سيدة افغانستان الاولى في كلمة على "مشاركة المرأة في كل المجالات وانعكاس هذه المشاركة على الحياة في الدول التي تشارك فيها"، ولفتت إلى ان زوجها كان من أوائل رؤساء الجمهورية الذي قدمها كشريكة حياة وحملها مسؤولية وهو ما دفعها للعمل على مساعدة المرأة الافغانية وتطوير الجمعيات النسائية في بلادها وإشراك هذه الجمعيات في الحياة بشكل عام وعلى كل المستويات.

 

( نالسي جبرايل يونس   )