فعلتها المرأة منذ عقود وأثبت أنها قادرة على رعاية أبنائها والنجاح في عملها وبيتها والحفاظ على أنوثتها لوحدها
 

يقول نابليون بونابرت:"الأم التي تهزّ السرير بيمينها،تهزّ العالم بيسارها".

 

لا ليس فقط العالم، بل تهزّ عرش خلق العالم اذا فكر أي كان بأذيتهم أو استغلالهم. الأم حنونة معطاءة، مضحية،مدرّسة ولكنها أقوى من الجيوش العربية إن  اتحدوا.

 

نشأت عدة جمعيات وصرخات وتحركات على أرض الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تطالب برفع سن حضانة الأم لطفلها. إذ قامت كل من الطوائف السنية والدروز والروم الأرثوذكس والإنجيلية برفع سن الحضانة،أما الطائفتين الشيعية و الكاثوليكية  استندوا بحكمهم الشرعي على استبدادية المجتمع  الذكوري بدلاً من أخذ أحكامهم من القرآن حيث أنصف الله الوالدين  ومن حكمته مع مريم الذي عندما وهبها طفلاً من روحه وجعله مدافعاً عنها وعن أمومتها، رافضين رفع سن الحضانة فالأم عند البعض هي بقرة أولادها والأمومة يجب التعامل معها بفوقية وابتزاز.

 

وهذا ليس بغريب فقط ففي الإسلام تخسر الأم حضانة طفلها إن تزوجت أو إن كانت الأم من دين آخر وكأن الدين يقول الأمومة مقبرة المرأة والجنة تحت أقدام الآباء. عدا أنهم لم يفكروا في أحكامهم الإرهابية على الطفل ومدى تأثير أحكامهم عليه وما يُشكله من ضغوطات نفسية خطيرة على الطفل قد تؤثر سلباً في شخصيته وتخل بتوازنه النفسي وتجعله عرضة للإصابات بأمراض نفسية مختلفة، متجاهلين وضعه ما قبل إنفصال الأبوين حيث يؤكد المحلل النفسي كارل بونج أن الآباء والأمهات هما السبب الرئيسي في إصابة الأطفال بأمراض نفسية لتأتي أحكامهم بالضربة القاضية بدلاً من أن تنصف الطفل لبناء مجتمع أحسن.

 

إقرأ أيضا : النفس الأمّارة مفتاح غشاء بكارة الفساد

 

 

فعلتها المرأة منذ عقود وأثبت أنها قادرة على رعاية أبنائها والنجاح في عملها وبيتها والحفاظ على أنوثتها لوحدها وأكبر دليل على الأمهات اللواتي يأخذن طفلهن إلى العمل اذا اقتضت الحاجة فلا تسمح لنفسها بالتقصير أمام طفلها أو عملها أو أنها تضحي بواحد منهم. في المقابل لم نرَ أباً واحداً قادر على رعاية طفله والنجاح في عمله وبيته إلا اذا تم الزواج من امرأة أخرى لتسانده والسبب يعود ليس كل الآباء  دايف باكهم والأمهات يصفقن في يد واحدة.

 

سمعنا كثيراً عن تعنيف الأطفال من قبل زوج الام او زوجة الاب والدين حلل للزوج الزواج مرة أخرى مع الاحتفاظ بحق الحضانة بينما حرم على الزوجة مع أخذ أطفالها من حضنها ان قامت بخطوة الزواج. من الواضح أن المراجع الدينية تنتج أحكامها لأجل نصرة الرجل فقط. ليس من حق أي رجل دين مهما عظم شأنه أن يحرم طفل من أمه في سنواته الأولى في المقابل هو وأبناء جنسه يمتع ما طاب له. 

 

في رأيي الشخصي يجب على كل الأديان السماوية في جميع طوائفها ومذاهبها أن يرفعوا سن الحضانة لعمر ١٦ للذكور والإناث، تتقاسم ١٦ عاماً بين الأبوين حيث يقرر كل فترة زمنية قصيرة يعيش الطفل عند فرد منهم حتى يبلغ عامه ١٦ ويقرر بنفسه ويختار أين سيعيش هل مع أحدهم أم بمفرده، لبناء مجتمع أفضل.