"الحكومة السبت أو لا حكومة"... مقولةٌ تردّدت خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ يأمِل البعض أن يحمل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للبنانيين في جعبته اليوم تسويةً ما تحت شعار "المصلحة العامة" تُخرج التأليف من عنق زجاجة العقدة السُنية.

يشكّك مصدر في حزب الله في هذا التفاؤل، ويضعه في إطار التكهنات لا أكثر، "فبالنسبة لحزب الله المصلحة الوطنية لديه، بالإضافة لتشكيل الحكومة هي أن تأخذ بعين الاعتبار المعيار الواحد، ويرى أن النواب السُنة المستقلين هم جزء ممثِل داخل الطائفة السنية التي حصتها 27 نائباً، ولذلك القضية بالنسبة لحزب الله هي مسألة ميثاقية".

ويؤكد المصدر في حديثه لموقع "السياسة" أن حزب الله يبني خطابه اليوم على أساس الانتخابات التي قامت على القانون النسبي الذي عمل الحزب جاهداً للدفع باتجاهه ليوفر عدالة التمثيل لحلفائه، "وانطلاقا من هذا المفهوم لا يمكن لحزب الله أن يتخلى عن منطق عدالة التمثيل لهؤلاء اليوم، فالمسألة متشابكة لديه بين مجلس النواب والحكومة".

ما يعني أن إطلالة نصر الله اليوم، لن تكون إلا امتداداً طبيعياً لبيان كتلة الوفاء للمقاومة، وخطاب نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم من برج البراجنة، وترسيخاً لموقف حزب الله، الذي بلّغه للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري منذ اليوم الأول للاستشارات، وأعاد تبليغه له عدة مرات، بحسب المصدر وهو أن لا رجعة عن توزير سُنة 8 آذار.

إلا أن المؤكد حتى الآن أن ما قبل خطاب نصر الله ليس كما بعده، فيما يخص هذه العقدة، لأن المرحلة الثانية قد بدأت، بحسب معلومات خاصة لـ"السياسة" وهي مرحلة النقاشات التي دخل عل خطها كلٌ من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي.   

وأعطى هؤلاء "المُصلحين" لأنفسهم مهلة زمنية من 10 تشرين الجاري حتى ليلة عيد الاستقلال في 22 منه، فإما أن تُشكل الحكومة في هذه الفترة، وإما أن تطير لبداية العام المقبل.

لا ينكر النائب فيصل كرامي أن مرحلةً جديدة قد بدأت، وينقل لموقعنا أجواء لقاء النواب السنة المستقلين بالرئيس ميشال عون في بعبدا أمس، ويقول "لمسنا تفهماً لمطالبنا هذه المرة، بينما في المرحلة السابقة لم يكن هناك حوار حتى".

ويؤكد كرامي أن لا تسوية مقبولة خارج توزير أحد النواب الستة، ورداً على سؤال "ماذا لو اتهمتوا بالتعطيل" أجاب كرامي "بحقلنا شوي، فغيرنا استمر بتعطيل التشكيل 5 أشهر".

يعتلي النائب الوليد سكرية الموجة بسقفها العالي نفسه ويشدّد على أن لا تسوية مقبولة خارج إطار تمثيل أحد النواب السُنة الستّة، ويقول: "لن نلغي نفسنا، ولن نرضى بإلغائا مرة ثانية".

وعن كلمة نصر الله اليوم، يؤكد سكرية أنها ستصبّ في صالحه وصالح زملائه الخمسة، مؤكداً أن حزب الله لن يتخلى عن حلفائه، لأنهم أكثر من عانى بسبب وقوفهم لجانب المقاومة، على حدّ تعبيره.