بعد القدح في هيبة رئيس الحكومة الحريري وسُمعته، يعمد محسن إلى تقديم دروس أخلاقية حول دور الإعلام وتأثيره في تضليل الرأي العام وقلب الحقائق
 

أولاً: ملف اختطاف الحريري...

يفتح الكاتب عامر محسن في مقالةٍ له اليوم في جريدة الأخبار ملفّ اختطاف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لعامٍ مضى في المملكة العربية السعودية لإجباره على تلاوة استقالة تحت الإذعان والإكراه، يعتقد محسن ومعه تيار الممانعة أنّه بإعادة تسليط الضوء على هذه القضية التي باتت منسيّة، إنّما يُمسك بسعد الحريري من "يده التي توجعُه" كما يقول المثل. الحريري "يُناكف" تيار الممانعة هذه الأيام فلا يُؤلّف حكومة مطواعة له، بدل أن يُبادل الإحسان بالإحسان والعرفان بالجميل الذي أُسدي له العام الماضي، لذا كان لا بُدّ من تذكيره (حسب محسن) بالمحنة التي قاساها العام الماضي في بلده الثاني (أو الأول) المملكة السعودية. ليخلُص محسن بعد ذلك بأنّ رئيس حكومة بلد ديموقراطي ومستقل يُستدعى بين الفينة والأخرى للمملكة السعودية لتلقّي التوجيهات والتعليمات والإرشادات، بما فيها الإهانات (وآخرها ممازحة محمد بن سلمان بأنّ الحريري ليس مختطف وهو حرٌ بخلاف العام الماضي)، لا يمكن الوثوق به واعتباره ضمانة لبلده، ذلك أنّك إذا ضمنت الحريري فكيف يمكن ضمان بن سلمان؟ يتساءل محسن ساخراً شامتاً (وذلك طبعاً بلسان تيار الممانعة).

إقرأ أيضًا: حزبُ الله يُعطّل..وباسيل يُشخّص العلّة في وزير الصحّة

ثانيا: دروس أخلاقية في الإعلام والوفاء والخيانة...

بعد القدح في هيبة رئيس الحكومة الحريري وسُمعته، يعمد محسن إلى تقديم دروس أخلاقية حول دور الإعلام وتأثيره في تضليل الرأي العام وقلب الحقائق، لنكتشف بعد ذلك أنّ المقصود من مقالة محسن هذه (والتي جهد في صوغها وإظهار براءتها وموضوعيّتها) هو تقريع فريق رئيس الحكومة "الخائن" خلال حرب تموز عام ٢٠٠٦، ومحسن هذا كان صبيّاً يافعاً إبان الحرب الأهلية ولم يشهد أهوالها و"خياناتها"، أمّا حرب تموز التي شهدها "راشداً" ليرى بأُمّ عينه خيانة الفريق السياسي الذي ينتسب له الحريري،  خيانة تُقارب الخطيئة الأصلية والتي باتت معروفة، وهي الخروج على تيار المقاومة والممانعة، وعلى رأس هؤلاء الرئيس العاقّ سعد الحريري، ذاك الذي قادتنا ظروف صعبة وسيّئة لاعتباره أن "لا بديل له". أمّا السقوط والانهيار فهما قادمين، على يد الخونة المارقين على تيار المقاومة والممانعة.

قيل للأعمش: ما أعمش عينيك؟ قال: رؤيةُ الثُّقلاء.