مع مرور الوقت بعد إنتخابك فخامة الرئيس تبيّن لنا أن لا شيء تغيّر، بل على العكس الأمور تدهورت وضاق الخناق على الشعب ولاسيّما الشباب اللبناني
 
من مِنكم لا يتذكّر تعطيل الدّولة بكلّ دوائرها الذي دام لأكثر من خمسة سنوات، وبعد مضي عامين على الإنتخابات الرئاسيّة التي شكّلت مسرحيّة إنتخابيّة وأتت لصالح المُرشّح العماد ميشال عون. 
وبعد مضي ستة أشهر على إنتخاب ١٢٨ نائب للسلطة التشريعيّة، أصبح المواطن يعيش في كذب ودجل بعض النواب الذين أتوا إلينا بشعاراتٍ فاشستيّةٍ لامعة وبرّاقة.
 
وجاء إلينا تيّار الإصلاح والتغيير ليقول لنا كذبة كاد أن يُصدّقها كلّ تيّاره وهي أنّ وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، كان خيرًا للبلاد، لكن لو نزلنا إلى الشارع اليوم لمعرفة حال المواطن في  لبنان ما قبل عامين و ما بعده لكان الجواب مباشرةً أنّه لايزال كما هو أو لربما رجع رجوع الضعفاء. 
 
فبوجود فخامة الرئيس و بغيابه لا يزال لبنان يرزح تحت خط الفقر ولا زالت ربطة الخبز بألف خمسمائة ليرة كما أنّ هناك أولاد خارج المدارس ولا زال الدواء مقطوع عن الفقراء أمّا المدارس الحكوميّة مقفلة في ظلّ تحكم مدراء المدارس الخاصّة بالأهالي. بالإضافة إلى الأعطال الكهربائيّة التي تتغلغل بين اللّبنانيين، نعم هذه هي تلك الكذبة الكبرى المفروضة على الشعب اللّبناني  التي عليه تصديقها لأنها منزّلة من تيّار "بيّ الكلّ" وهناك مثل لبناني يقول:" بكذب الكذبة ومصدقها".
 
مع مرور الوقت تبيّن لنا أن لا شيء تغيّر، بل على العكس الأمور تدهورت وضاق الخناق على الشعب ولاسيّما الشباب اللبناني الذي تمّ إغراقه بالدين في العهد القوي وإن فكر أن يعبّر بتدوينة على مواقع التواصل الإجتماعي سُلبت منه حرّيته ، هذا كلّه جرى في العهد القوي.
 
يا بيّ الكلّ هل أنت على دراية، أن إحصائيات قوى الأمن الداخلي الأخيرة كشفت أن حالة إنتحار تقع كل يومين ونصف يوم في لبنان، ومحاولة الإنتحار كل ستّ ساعات؟!
 
هل تعلم يا فخامة الرئيس أن المجلس النيابي الذي أتى بقانون نسبي قيل  أنه من إنجازات هذا العهد و قيل أيضاً أنه سيكون ممثلاً لكافة شرائح  الشعب اللبناني إلا أنه لم يكن عادلاً ، و أيضاً بنتيجة التزوير الذي حصل،  دخل الى المجلس النيابي نواب ليس لهم في الأحقية شيء ، لقد أتى إلى هذا المجلس في عهدك القوي سيدي الرئيس، نواب كثر كانوا قد  حملوا شعارات عظيمة كادت أن تحول لبنان إلى جنة ما قبل الإنتخابات و لعل حليفك الذي قرّر أن يحمي ثم  يبني كاد أن يموت على خسارة بعض من نوابه لأنه لا يريد منافساً في الساحة ( أي أنه لا يريد من يضغط عليه ليعمل في خدمة اللبنانيين)  ، و بعضهم الآخر و هم من تيارك الحاكم قال بأن مشروعه تغيير واصلاح و كأنه فانوس سحري، لقد بات هذا الكلام كلاماً عادياً وأطغاث  أحلام تراود كل لبناني. 
 
نستطيع أن نصف الحالة التي نعيشها بـأنها الكوما العصبية التي دخل بها الشعب اللبناني مليئة بالألم و المشقة ذاتها التي لازالت تعترض طريق اللبنانيين حتى في أحلامهم. لقد ضاق طريقنا و صرنا وكأننا في (كوما) وطنية.  فرصاص الشتائم الذي انهال على المعارضين الذين أرادوا الاصلاح لا يزال يتراءى  أمام أعيننا ذلك المشهد الفقير الذي اشتروا صوته ب٢٠ ليتر من البنزين الذي ما لبث أن تبخر في الساعات الأخيرة مع طلوع نتائج الانتخابات.
 
مأساة آن الأوان لإيقافها يا فخامة الرئيس.... 
 
 إذا أردت الحل ها هو الحل يا صاحب الإصلاح و التغيير ،  فمن منا لا يعرفك جيداً يا فخامة الرئيس  على  الأرجح أنك سكنت بلاد باريس و اتخذت من الميترو وسيلة للنقل و أدركت  أن تلك الشعوب رعاها رؤساء كانوا دعاة خير و اصلاح و لعلك جئت و سميت بالإصلاح نظراً لنواياك فأطلب منك طلباً ليس مستحيلاً فمع إطلالة كل صباح جربها يا فخامة الرئيس إركب في الفان رقم ٤ الذي يستقلك إلى الحمرا  أو ذاك الذي يستقلك إلى الدورة. و إسأله عن حاله، طبعاً اذا اقتضت الحاجة حاول أن تتنكر فنحن نخاف على أمنك سيدي الرئيس. 
 
 
سيعطيك سيجارة اشتراها بعرق جبينه بين بيروت حتى الدورة أو الحمرا، و ستبدأ سلسلة الحكاية بعنوان "آه كم نحن بحاجة الى وطن" . دقيقتان و سيبدأ صاحبنا بالشرح لك عن وضعه التعيس و سيبدأ بالحديث عن السكن و المأكل و الملبس و التعليم و المازوت الخ  ...
 
يتخللها بعض الشتائم التي ستلحق بك و بعائلتك وبصهرك و بعهدك فخامة الرئيس لكن كن هادئاً اسأله عنك و عن عهدك سينصفك حتما ً هذا تعيس الحظ.   لأنه يعلم أن فساد لبنان لست أنت وحدك لا شريك لك  معني به ولكن إن كنت لا تعلم مصائب شعبك  و لم تفكر بهم  فهذه بحد ذاتها مصيبة وإن كنت تعلم ما يحل بالمواطنين يومياً و لم تحرّك ساكناً  فالمصيبة أعظم. 
 
كن واثقاً أن شعب لبنان وفيٌّ لمن أراد  خدمته و السهر على تأمينه و حمايته و سعادته ...