أزمة الحزب ناشئة من استعداده لمواجهة استحقاقات عديدة منها ما تمسّه مباشرة، ومنها ما تطال سقفه السياسي إيران
 

في قراءة  سياسية  لما يجري، ترى بعض المصادر أن "العقدة السنية هي ستار لشيء أكبر بالتأكيد اضطر "حزب الله" إلى استخدامها بعد حل العقدة المسيحية التي كان يتمنى عدم حلها ليبقى لبنان في حالة الفراغ انسجاما مع رؤيته، حيث ان الفراغ من مربع مسيحي يبعد الشبهات عن دوره، إنما مفاجأة القوات اضطرته إلى لعب آخر أوراقه والكشف عن أهدافه على هذا المستوى. وبالتالي، بات من المفيد البحث عن الأسباب التي هي بالتأكيد جوهرية بالنسبة الى الحزب، ودفعته إلى التضحية بالصورة التي راكمها والدخول في مواجهات على أكثر من مستوى بغية تأخير ولادة الحكومة.

 

هل من أحد يمكن أن يصدق أن حزب الله الذي أثار العقدة السنية كعقدة بنيوية بعد ٥ أشهر على تكليف الحريري وعلى مسافة ساعات من ولادة الحكومة بأن هذه العقدة موجودة، وأن الحزب على استعداد لاستمرار الفراغ على المستوى الحكومي لفترة طويلة وإحياء الانقسام المذهبي والوطني وتسليط الضوء على صورته التعطيلية أمام المجتمع الدولي من أجل مقعد لسنة ٨ آذار؟ . وبالتالي هناك العديد من علامات الاستفهام ؟


هل رضخ لبنان لـ "استراتيجية الانتظار"؟ وهل يتحمل الشعب اللبناني مفاعيل هذه الاستراتيجية؟ 


ما جرى هذا الاسبوع على مستوى تشكيل الحكومة أثبت الوقائع والمعطيات التالية:

 

إقرأ أيضا : حزبُ الله يُعطّل..وباسيل يُشخّص العلّة في وزير الصحّة

 

 


في المباشر، عقدة التشكيل داخلية واسمها "العقدة السنية"، لكن لا أحد يصدق ان وقف البلد قائم على هذه العقدة، فحتى لو حُلَّت، هناك من سيسحب عقدة جديدة غير منظورة ليتذرع بها ويعرقل التشكيل مجددا
ولكن، إذا لم تكن العقدة الحقيقية داخلية، فماذا تكون؟ وماذا على لبنان ان ينتظر؟ 


بتبسيط الأمور، لبنان بلد صغير يتاثر بالتطورات الخارجية، سواء أكانت سياسية أو عسكرية أو أمنية أو مالية، وحسم هذه التطورات يعني الانتظار، فماذا على لبنان ان ينتظر؟ 


"الانتظار الاول" للقانون الأميركي الجديد الذي يطاول ايران وحزب الله، والأنظار موجهة لمعرفة الاجراءات والآليات التي ستتبع ليكون بالإمكان الالتزام بالقانون الجديد من دون أي صعوبات وأزمات
ويفترض ان يباشر المعنيون، بجولة اتصالات محلية ودولية لتحصين الوضع المصرفي اللبناني وعدم تأثره بمفاعيل العقوبات.


الانتظار الثاني" الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة الاميركية، حيث ان المنطقة تنتظر ما سيؤول اليه وضع الرئيس الاميركي دونالد ترامب؟ وليس خافياً على أحد ان نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة ستكون لها انعكاسات على سياسات واشنطن في العالم وفي المنطقة، ولبنان سيتأثر بأي تبدَّل سيحصل، خصوصاً ان التشدد الذي يقوم به ترامب، سواء بالنسبة الى ايران وصولاً الى مسألة الهجرة الى أميركا، ستكون له مفاعيل على الدول الصغيرة ومن بينها لبنان .

 

نتائج الانتخابات النصفية تُعرف مساء الأربعاء المقبل، وقبل ذلك لا شيء في الداخل. بالاضافة الى ذلك ما رفع منسوب التصلب عند "حزب الله"، التصريح المفاجئ للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس الذي أشار فيه إلى "أن الحزب يمكنه جرّ لبنان إلى حرب مع إسرائيل". بهذا وضع «عربة» الاعتداء الإسرائيلي على عاتقه.

 

أزمة "الحزب" ناشئة من استعداده لمواجهة استحقاقات عديدة منها ما تمسّه مباشرة، ومنها ما تطال "سقفه السياسي" إيران، ومنها ما هو مجهول لأنه معلّق على نتائج قمة لم تكن بداية في الحسابات.

 

هذا هو واقعنا، وللأسف الشديد، وعلينا ان ننتظر ويبقى الحديث عن عقدة هنا وعقدة هناك، لئلا نقول أكثر.