عادة، لا يولي الأميركيّون المقيمون في الخارج أهمية كبيرة لهذه الانتخابات
 

لم يكن مايك دي بينتو منخرطاً في السياسة حين كان يعيش في الولايات المتحدة، علماً أنّه في السابق صوّت لمرشحين من كلا الحزبين. لكنّ كلّ ذلك تغيّر الشهر الماضي. بعدما شعر بالغضب من القيادة السياسيّة الأميركيّة قرّر دي بينتو الذي كان يقطن في لوس أنجيليس أن يتطوّع في الهيئة الخارجيّة للحزب الديموقراطيّ. يأتي اليوم إلى مكتب الحزب للحملة الانتخابية في المملكة المتحدة بين أربع إلى خمس ليال أسبوعيّاً لكي يتّصل بالأميركيّين الموجودين على لائحة البيانات التابعة للديموقراطيين مذكّراً إيّاهم بالتصويت في الانتخابات النصفيّة. وانتقل دي بينتو إلى لندن منذ سنة لكي يكون إلى جانب زوجته التي حصلت على عمل هناك.

عادة، لا يولي الأميركيّون المقيمون في الخارج أهمية كبيرة لهذه الانتخابات. لكن ليس هذه السنة. إنّ عدداً غير مسبوق منهم تقدّم بطلب تسجيل من أجل المشاركة في التصويت. وبلغ هذا العدد سبعة أضعاف ذاك الذي شهدته الانتخابات النصفيّة سنة 2014، وفقاً لمنظّمة "يو أس فووت فاوندايشن" المحايدة والتي تسجّل قسماً كبيراً من الناخبين الموجودين في الخارج. لكنّ المنظّمة رفضت إعطاء رقم محدّد عمّن تقدّموا بطلب للتسجيل.

تقول رئيسة المنظّمة سوزان دزيدوسزيكا-سوينات، إنّ الانتخابات النصفيّة لم تكن تحظى بانتباه الناخبين في الخارج، لكن هذه السنة، كان هنالك بعض الأيام التي شهدت نسبة ولوج إلى الموقع الإلكتروني لمنظّمتها أعلى ب 2500% مقارنة مع سنة 2014. وأضافت أنّ هذا مؤشّر حقيقي إلى أنّ الناخبين الأميركيّين في الخارج يبدون حقّاً اهتماماً بهذا الحدث.

بوجود العديد من السباقات التنافسيّة الحادّة، يمكن للتصويت الخارجيّ أن يكون مهمّاً. كان هنالك تقريباً 5.5 مليون مواطن أميركي يعيشون خارج بلادهم سنة 2016، من بينهم 3 ملايين ناخب. يتسجّل الناخبون في الولاية التي عاشوا فيها قبل مغادرتهم بلادهم فيما تتغيّر القواعد من ولاية إلى أخرى حول طريقة وتوقيت التصويت. لكن حتى مع زيادة طلبات التسجيل، إنّ المواطنين الذين يعيشون في الخارج أقل انخراطاً بكثير من نظرائهم في الداخل.

ينتشر الأميركيّون في 170 دولة حول العالم ويتركّز القسم الأكبر منهم في كندا والمملكة المتّحدة والمكسيك وفرنسا. لدى الذراع الخارجيّة للحزب الديموقراطيّ 150 ألف شخص على لائحة بياناتها و 12 ألف متطوّع. ويقول المنظّمون إنّهم شهدوا هذه السنة اهتماماً بالسياسة والتطوع قريب لما يشهدونه في سنة انتخابات عامّة. بالمقابل، إنّ الذراع الخارجيّة للحزب الجمهوريّ أقلّ نشاطاً وغير مرتبطة بالحزب في الداخل.

 

المصدر: "أن بي سي نيوز"