أنت في سويسرا الشرق، أنت في بلد الأقاصيص والفتوحات والإنتصارات، حتى كل الأوسمة المعلَّقة على صدر التراب ورأس السلطة والعهد والقوي والإصلاح والتغيير والتنمية والتحرير والوفاء والعهد والإباء، والفساد المستشري والنهب المنظَّم من قبل القائمين على الدولة لمقدرات الجميع والمجتمع
 

أحزاب لبنان ترحب بكم جميعاً، تيارات لبنان ترحب بكم عن بكرة أبيكم، الجماعات المتأسلمة الكاسحة هي معكم ولكم وإليكم، المناضلون القوميون اليساريون هم منكم وأنتم منهم ومعهم وهم مع القضية، لبنان الأخضر يرحب بكم فرداً فرداً ومن أية جهة كانت، لأن لبنان قلبه كبير يسع كل العالم، ولهذا تجد لكل جهة موضع قدم ولو كان موضع قدم قطاة، ـ طائر صغير لا يهدأ ولا ينام ـ هل تحتاج إلى إسم أو نشيد حزبي أو أن تستثمر أموالك في فنادق ضخمة وناطحات سحاب، أو تعمل لجهة على حساب جهة أخرى، أو تؤسس حركات وجمعيات تحت أي شعار ولو ضد جهة مجهولة وغير معروفة، أو ترتدي قبعة الطريق بعمامةٍ وقماشيٍ حريري وتصفِّق لجزمة زعيمٍ لكي يؤمن لك جواز سفر عابر لحدود الله وتضع لوحة إفتاءٍ وقد زادك الله بسطةً في الجسم الشهواني وقلة في عقلك ودينك، إذن: أنت في سويسرا الشرق، أنت في بلد الأقاصيص والفتوحات والإنتصارات، حتى كل الأوسمة المعلَّقة على صدر التراب ورأس السلطة والعهد والقوي والإصلاح والتغيير والتنمية والتحرير والوفاء والعهد والإباء، والفساد المستشري والنهب المنظَّم من قبل القائمين على الدولة لمقدرات الجميع والمجتمع، إذن: أنت في لبنان الذي يرحب بالجميع من رأس الهرم إلى أخمص قدم، كلهم منتصرون، وكلهم يريدون محاربة الفساد، وكلهم يحبوننا جميعاً، وكلهم يريدون لنا العيش بعزة وكرامة، وكلهم يريدون الدخول إلى السلطة من أجلنا، والمعارضون من أجلنا ومن أجل حريتنا وكرامتنا، عليك أن تصفق لرئيس البلاد لكي تعرف كيف تأكل من الكتف، كما يفعل اللبنانيون في أقاصي البلاد، كلهم يريدون أن يكون لبنان بلداً حراً مستقلاً ذات سيادة عالية الجودة، ويريدونه عهداً قوياً وجمهورية الأقوى، لكن الفاسدين والسارقين واللصوصيين أقوى قوة، بعد أن بدَّلوا وغيَّروا تلك المعادلة من أنَّ قوة لبنان في ضعفه، هذا هو منشار الخشب، وهذا هو لبنان القوي بذكاء اللبنانيين وفهلوة اللبناني وقدرته على التعايش تحت أية مظلة، ومع كل المواقف والتحديات ومخاطباً المجانين قبل العقلاء، وكل بحسب دينه ولغته ولونه بالغرابيب السود، كل ذلك لم يمنع هذا العهد وهذا الوعد من استمرار النظام الطائفي الهش والغش والفش والنش والكش الذي يتقاسم الجميع وطنهم وشعبهم وفقاً للنسبة الفئوية والمئوية، أو الدولة التي تحمي الطائفة، أو الطائفة التي تصبح دولة..