باسيل لا يجرؤ طبعاً الوقوف بوجه حزب الله، ولا يجرؤ على تمثيل السُّنة المعارضين من حصة رئيس الجمهورية
 

أثناء الكباش الماروني بين القطبين المارونيّين جبران باسيل وسمير جعجع، كانت محاولات الوزير جبران باسيل مُركّزة على قضم حُصّة القوات اللبنانية التي أفرزتها الإنتخابات النيابية الأخيرة والعمل على تحجيمها، مع بعض الإهانات والتجريحات التي أطلقها من حينٍ لآخر قادةٌ في التيار الوطني الحر باتجاه القوات اللبنانية، وراحت القوات تُقدّم التنازل تلو الآخر (تسهيلاً لتأليف الحكومة وحرصاً على المصلحة العامّة)، من خمسة مقاعد وزارية إلى أربعة، ليُعرض عليهم بعد ذلك ثلاثة حقائب توصف عادةً بالثانوية (ماخلا وزارة العمل ربما) بالإضافة لمنصب نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة، وكلُّ ذلك أملاً بإخراجهم من التّشكيلة الحكومية، وكان الوزير باسيل قد قد قال في إحدى مقابلاته، بأنّ على القوات أن ترضى بما قسمناهُ لها، وإذا "مش عاجبهم" فبإمكانهم أن "يطلعوا برّا"، أي أن يبقوا خارج التشكيلة الحكومية.

إقرأ أيضًا: القوات اللبنانية خارج الحكومة!! مكانك تُحمدي أو تستريحي

اليوم، وافقت القوات على (الفُتات، حسب تعبير الوزير ملحم رياشي)، وأحرجت الجميع بإنهاء ما سُمّي طوال خمسة أشهر بالعقدة المسيحية، واذ كانت العقدة الدرزية قد وجدت لها حلاً قبل أسابيع، برزت العقدة "المخفيّة"، عقدة تمثيل سُنّة الثامن من آذار، صاحبها ومُخرجها حزب الله، ووقف حمارُ الشيخ "سعد" في العقبة، لا يقوى على الصّعود، ولا يُفضّل العودة القهقرى، وصاحب العهد القوي الوزير باسيل لا يجرؤ طبعاً الوقوف بوجه حزب الله، ولا يجرؤ على تمثيل السُّنة المعارضين من حصة رئيس الجمهورية، ذلك أنّ طلب حزب الله أن يكون التّمثيل من حصّة الحريري حصراً لإضعافه، وهو لا يجرؤ أن يقول لحزب الله ما كان قد قاله للقوات: مش عاجبكم اطلعوا برّا، أنتم ورفاق الدرب سُنّة الثامن من آذار، فالبلد لا يحتمل مزيداً من التعقيد والمماطلة والتّسويف، البلد بحاجة لحكومة فاعلة تتصدّى للأزمات المتلاحقة.

قال عمرو بن العاص لمعاوية: ما أشدّ حُبّك للمال، قال: ولم لا أُحبُّه، وأنا أستعبدُ به مثلك، وأبتاعُ به دينك ومروءتك.