تمارين التمدّد (Stretching) مهمّة جداً لتحسين الدورة الدموية والوقاية من الإصابات. لكن عندما يكون الوقت ضيّقاً، قد تميلون إلى غضّ النظر عنها للتمكّن من القيام بدقائق إضافية من الكارديو وحركات أخرى. فهل تعتقدون أنّ هذا التصرّف صحيح؟
 

سواءٌ كنتم تتحضّرون للركض أو تجلسون طوال اليوم في مكان العمل وتريدون أخذ استراحة، إعلموا أنّ التمدّد يُعتبر عادة صحّية تملك فوائد عدة كشفتها مدرّبة اللياقة البدنية، جينيفر وارثن، من مقاطعة «Surry» في ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة:

التحلّي باليقظة بعد الظهر

إذا شعرتم باستنزاف طاقتكم بحلول منتصف بعد الظهر، فإنّ أخذ استراحة للتمدّد سيُنشّطكم في وقت أقلّ من الذهاب إلى المقهى لاحتساء قهوتكم المعتادة. فقط دقائق قليلة من التمدّد تزيد تدفّق الدم في مختلف أجزاء الجسم، بما فيها الدماغ، الأمر الذي سيُشعركم بيقظة أكبر وسيُساعدكم على مقاومة الخمول.

خفض احتمال التعثر

وجدت الدراسات التي حلّلت مدى تأثير التمدّد في الحفاظ على التوازن، أنّ الأشخاص الذين أجروا هذا التمرين لمدة 30 دقيقة قبل القيام بوضعية معيّنة تمكّنوا من الحفاظ على توازنهم لوقت أطول مقارنةً بنظرائهم الذين لم يقوموا بالمِثل. ويعتقد الباحثون أنّ التمدّد قد يدعم تناسق العضلات الدقيقة، ما يعني أنّ الذين حرِصوا على التمدّد أولاً تمكنوا من تفادي التعثر عن طريق إجراء تعديلات صغيرة في التوازن.

التحرّك بسهولة أكبر وبألمٍ أقلّ

يمكن للتمدّد المنتظم أن يُهدّئ تصلّب العضلات والمفاصل، ولكن لبلوغ هذه الفائدة لا بدّ من تطبيق ذلك بشكل صحيح. إستناداً إلى الطبيب، مايكل روس، من «Rothman Institute Performance Lab»، يجب تفادي التمدّد القائم على البقاء في الوضعية ذاتها لبضع ثوان. المطلوب التركيز على الحركة من خلال إجراء مجموعة من التمارين التي تشمل رفع الركبة، وانحناء المعصم، وتحريك الكتف... أي شيء يُبقي العضلات والمفاصل تتحرّك من خلال مجموعة كاملة من الحركة.

زيادة فاعلية التمارين

سواءٌ كنتم تركضون أو ترفعون الأثقال، يجب أن يشكّل التمدّد جزءاً منتظماً من روتين ما قبل التمرين وبعده. يتمّ غالباً غضّ النظر عن تدريب المرونة عندما يتعلّق الأمر باللياقة البدنية، لكنّ الحقيقة هي أنّ التمدّد يسمح لكم بالحصول على نطاقٍ أفضل من الحركة والتنقل. يعني ذلك أنكم ستتمكّنون من القفز أعلى والانحناء أكثر، الأمر الذي سيُعزّز فاعلية التمارين. يُنصح بالقيام بالتمدّد الديناميكي قبل الرياضة لرفع حرارة الجسم وزيادة مرونة المفاصل، في حين أنه يُفضّل التمسك بالتمدّد الثابت نهاية التمرين لتهدئة الجسم.

خفض التعرّض للإصابة

إدخال التمدّد إلى تمارين التحمئة يجعل الجسم على استعداد للرياضة. يمكن للتمدّد أن يمنع الإصابة كلّياً، وأن يساعد حتماً على زيادة التركيز وبالتالي خفض احتمال القيام بخطوة خاطئة تسبّب الألم.

تقليص معدّل السكر في الدم

من المعلوم أنّ الرياضة تساعد على التحكّم في مستويات الغلوكوز في الدم، ويبدو أنّ هذه الفائدة قد تحدث حتى قبل الانخراط فيها. وجدت دراسة نُشرت عام 2011 في «Journal of Physiotherapy»، شملت مجموعة بالغين يعانون السكري من النوع الثاني أو شُخِّصوا بمرحلة ما قبل السكري، أنّ الذين أجروا التمدّد لمدة 40 دقيقة بعد احتساء مشروب مُحلّى تمتعوا بمستويات سكر في الدم أقلّ مقارنةً بالذين تجاهلوا هذه التمارين.

تقليل الإجهاد

ثبُت أنّ التمدّد يساعد على خفض الإجهاد الجسدي والعقلي بما أنه يُهدّئ العضلات المشدودة ويضمن الشعور بمزيد من الاسترخاء. لكن يجب عدم المبالغة في الأمر لأنّ الهدف من التمدّد هو الشعور بالراحة. أمّا في حال ظهور الألم، فيعني أنكم تُسيئون تطبيقه.