هل يكون الحل بتعداد الزوجات ام في إخفاض المهر ام في إخفاض الأجور منها صالة الأفراح والبيت؟
 

 

في ظل الأزمات التي عصفت في بلادنا العربية وفي ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية،بدأت حالة العنوسة تتكاثر في مجتمعنا العربي. يحتل لبنان مركز الصدارة بين المجموعات بنسبة ٨٥% (لا تلحقني عانس)  بينما يحتل كل من  سوريا والعراق المركز الثاني بنسبة تخطت ٧٠% تأتي تونس في المركز الثالث تاليها الجزائر ليحتل كل من السعودية والاردن ومصر وقطر وليبيا والمغرب والكويت مراكز الخامس حتى الثامن بينما تحتل اليمن المركز التاسع والبحرين في المركز الاخير. واللافت هنا هو مركز اليمن رغم الحرب التي شنت عليها والظروف الصعبة التي فرضتها الحرب الا انها تحتل المركز ما قبل الأخير بنسبة ٣٠% بينما تحتل السعودية المركز السادس بنسبة ٤٥%. 
فهل فعلا الظروف الاقتصادية هي السبب الرئيسي في تكاثر هذه الحالة ام انه قرار شخصي ناتج عن الفرد بعدما أتيح له كل شيء بسبب الحرب ام ان هناك من له مصلحة في التزايد؟! 

مفهوم العنوسة


العنوسة هو تعبير يطلق على الإناث والرجال في سن اليأس، مستند على اساس طبي يطلق عند تغير البيولوجية التي تمنع المرأة من الإنجاب والرجل من ممارسة الحياة الزوجية. 

رغم التقدم الذي يتحلى فيه الطب الا ان مجتمعنا العربي لا يعتمد على عمر العنوسة المستند على اساس طبي بل على عادات وتقاليد كل منطقة فيه. فهل يكون الحل بتعداد الزوجات ام في إخفاض المهر ام في إخفاض الأجور منها صالة الأفراح والبيت؟ 


الدعارة والعنوسة تحملان نفس الأسباب المتعارف عليها لذلك يظن البعض في مجتمعنا الذكوري ان العانس متاحة له كبائعة الهوى بغض النظر اذا كان استلطاف من قبلها ام تقديم خدمات جنسية مقابل المال ام وظيفة ام لقمة طعام. وهنا يجب أن نسعى لإيجاد حل للعهر الأخلاقي قبل الجسدي،فإن وجد الحل بطلت دعارة الجسد وقلت العنوسة. 


سبق وذكرت ان مفهوم العنوسة عند الرجال والنساء يعتمد على اساس طبي كما أنني اقترحت حلول للمشاكل المتعارف عليها لأجل خفض نسبة العنوسة. لكن لو نظرنا للعنوسة من مفهومها الطبي نرى أن العلم يصل العنوسة مع الأمومة وهنا يفرض السؤال نفسه لماذا علماء الدين الإسلامي حرموا التبني وهل فعلا هو من المحرمات ام انه بدعة من علماء الدين؟ 


يعتمد اغلب علماء الدين بل كلهم على آية في القرآن الكريم: 


{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ. ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} لكن لو اعتمدنا على تفسيرات العلماء للقرآن او الكتب السماوية تصبح تلك الكتب صالحة لزمانها فقط وليس لكل زمان لذلك يجدر بنا أن نتطلع عليها كنظرية لتصلح لكل زمن. ومن الغريب جدا عن موضوع التبني في الدين الإسلامي لا يوجد حديث عن النبي  ام عن الأئمة يحرم فيها التبني!


رغم وجود حلول لاسباب التحريم، من ناحية المراث لا توجد مشاكل لو حلل العلماء التبني بحال بلغ الزوج والزوجة سن اليأس ولم يرزقوا بأطفال.ومن ناحية زواج اثنين غير معروف النسب فالحل موجود عند بنك الحمض النووي DNA. ومن الناحية العنصر "الغريب" الذي يعده العلماء غريب عن ام واب احتضنوه منذ الصغر لسبب لا يتقبله عقل لا إنسانية ولا طبيعة بشرية الا وهي العشرة ويجب على الام او الأخت ان تتحجب امام اخوها او ابنها في التبني فهنا المشكلة أخلاقية بحتة.


من الواضح جدا ان علماء الدين حرموا التبني ليس للأسباب المذكورة إنما لأسباب مبطنة وغير معلنة وهي الفساد في جمعياتهم الخيرية  تحت اسم الدين وتحت شعار:"انا وكافل اليتيم في الجنة" مع العلم ان في زمن النبي لم يكن هناك مؤسسات لليتامى. 

 

إقرأ أيضا : الزواج والنضوج العاطفي


رأي شخصي: 


اركان الأديان هي الأخلاق المعاملة المحبة الإنسانية والتسامح. فمن يتجلى بهذه الأركان بالإضافة إلى وضع معيشي يسمح بالتبني ورغبة فيها لا يحق لأحد مهما كبر شأنه أن يحرم عليه ممارسة غريزة الامومة او الابوة. فهذه الغرائز خلقت معنا وتكبر معنا، يمكن وهبها للاهل عند العجز وممكن ممارستها باحتضان مخلوق اليف في البيت.فالامومة ليست فقط بالرضاعة بل هي حنية ورعاية واهتمام في الدرجة الأولى. 


ففي ظل الاوضاع الصعبة من تسمح له أوضاعه بالتبني فليقوم بهذه الخطوة من أجل انقاذ طفل من مؤسسات الخيرية والتي هي قمع حريات أيضا من أجل ما خلقك الله لتكون/ي. ولأجل إصلاح ما أفسده تجار الدين 
فأين التبني من المحرمات وأين علماء من الدين وأين الثريا من الثرى؟! 

 

مشاكلنا في العنوسة والدعارة والتبني هي مشكلة أخلاقية في الدرجة الأولى فما أفسده المتديون والدولة لا يصلحه الا الأخلاق. وان تأخر المجتمع في إصلاحه فلن تتأخر الدولة في فرض الضرائب على العنوسة وغيرها.