يبدو أن الرهان على ارتفاع أسعار النفط بالتوازي مع خفض صادرات إيران للنفط هو رهان ناجح
 

يظهر العداد العكسي لموقع وزارة الخارجية الأميركية بأن هناك 7 أيام فقط تفصل بين إيران والدفعة الجديدة من العقوبات الأميركية عليها والتي عبر عنها الرئيس دونالد ترامب بأنها هي أقسى العقوبات الممكنة ولم يسبق لها ان تفرض على اي بلد حتى الآن. ذلك لأن العقوبات التي فرضت على العراق قبل الاحتلال لم تؤد إلى وقف صادراته للنفط بشكل كامل وإنما أتاحت لتبادل نفط العراق مقابل الغذاء بينما العقوبات الأميركية التي سيتم فرضها اعتبارا من 4 من نوفمبر القادم لم تستثن الغذاء ولا الدواء وانما تطالب جميع دول العالم التوقف عن شراء النفط الخام الإيراني.


ولكن يؤكد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن اميركا فعلت كل ما بوسعها حتى الآن ولم يبق هناك شيء لفرض العقوبات عليه. 


كما أكد اليوم اسحاق جهانغيري المعاون الاول للرئيس على أن اميركا لن تتمكن من وقف صادرات النفط الإيراني بفعل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وستفشل اميركا في تطبيق عقوباتها ضد إيران. 

وأضاف جهانغيري ان مخططات الحكومة افشلت العقوبات السابقة أيضا. 


وأكد جهانغيري على ان ادعاء الاميركيين باستبدال النفط السعودي بالنفط الإيراني منعا لارتفاع أسعار النفط كذب وهراء مضيفا اننا كنا نبيع النفط بثلاثين دولارا على البرميل الواحد ولكننا نبيعه بثمانين دولارا. ولو كانت الولايات المتحدة تنجح في وقف صادرات النفط الإيراني لكانت تتجاوز أسعار النفط مائة دولارا. 

 

إقرأ أيضا : مسقط والوساطة بين إيران وأميركا

 


وأضاف جهانغيري ان إيران صادرت 2.5 برميلا من النفط في الشهور الأخيرة ولو ينخفض حجم صادراتنا النفطية إلى مليون برميلا نحصل على مدخولنا من النفط.


ويبدو أن الرهان على ارتفاع أسعار النفط بالتوازي مع خفض صادرات إيران للنفط هو رهان ناجح أثبت مصداقيته حتى الآن. وبتعبير آخر فإن خفض طلبات زبائن إيران النفطيين كالصين والهند ووقف عدد منهم كاليابان وكوريا الجنوبية لم يضر إيران شيئا حيث أنها كانت تتوقع اسعار منخفضة للنفط دون 50 دولارا في حين انها تبيع النفط حاليا بثمانين دولارا على البرميل. 


ويبدو أن خفض صادرات النفط الإيراني كان أقل مما هو المتوقع والمعلن من قبل المؤسسات المعنية التي تدرس التبادلات الرسمية ولا يمكن لها رصد التبادلات غير المعلنة وهنا تكمن شطارة الإيرانيين ولديهم باع طويل في تصدير النفط بعيدا عن الأضواء. 


وتقول مصادر مطلعة ان البواخر النفطية الإيرانية يتجنبن استخدام تحديد المواقع GPS للهروب من رصد مراكز تتبع السفن.


وخلافا لتقديرات جميع المؤسسات الدولية التي تؤكد على خفض صادرات إيران للنفط بحدود مليون برميلا يوميا يبدو أن إيران قد نجحت حتى الآن في إحباط مفاعيل المخطط الأميركي ان عبر نقل نفطها خلسة وان عبر ارتفاع الأسعار. 


ولا شك في أن أسعار النفط ستشهد ارتفاعا ملحوظا يتناسب مع خفض صادرات النفط الإيراني.