عام 2014 قام تنظيم انصار الله الذي يقوده جمال سليمان المدعوم من حزب الله بوضع يده على مخيم المية ومية المشرف على موقعين مهمين..؟؟؟ مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين والذي يعتبر عاصة الشتات الفلسطيني، وثكنة الجيش اللبناني (ثكنة محمد زغيب).. العملية كانت دموية وسقط خلالها عدد من القتلى ولم يتحرك احد حينها للمعالجة، واعتبر آنذاك ان العملية ادت الى ترسيخ استقرار المخيم، وبما ان لحزب الله الدور الامني الاساسي في المنطقة من حيث التنسيق والرعاية والمتابعة والادارة، تم اعتبار ان المخيم قد اصبح جزءاً من مربعات حزب الله الامنية ...؟؟؟ . وبالتالي لا داعي للقلق ..؟؟؟؟؟

نشرت جريدة النهار حينها ما يلي: ( ابقت لجنة المتابعة الفلسطينية المشتركة اجتماعتها مفتوحة لمعالجة تداعيات الاشتباكات التي وقعت داخل مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينين في صيدا، بين تنظيم "انصار الله" الذي يتزعمه القيادي الفلسطيني جمال سليمان والمسؤول عن كتيبة العودة السوري الفلسطيني احمد عداون رشيد والتي حصدت 9 قتلى وعشرة جرحى غالبيتهم من اقارب وانصار رشيد واسفرت عن سيطرة عناصر "انصار الله" على مكاتب ومحال واملاك رشيد في المخيم...خاصةً وان احمد رشيد بات يشكل خطرا ليس على امن المخيمات فحسب، لكن على الامن القومي والاقليمي أيضاً وتحديدا السوري". وتابعت: "بدا واضحا للجميع ان القوى والفصائل الفلسطينية، خصوصاً داخل مخيمي المية ومية وعين الحلوة وقفت وقفة المتفرج ولم يقم أحد باي رد فعل رغم كل ما وقع من ضحايا واصابات وخراب"...)

بعد استقرار الوضع في مخيم المية وميه بدأ تنظيم انصار الله الفلسطيني في الشكل، الايراني الهوى والانتماء، في التمدد الى عين الحلوة ومخيم الرشيدية وغيرها... من المخيمات الفلسطينية المحاصرة امنياً..؟؟

لماذا هذا التمدد، ومن يسمح به ومن يموله، ولاي هدف..؟؟ هل تنظيم انصار الله وجمال سليمان، ضمانة فلسطينية واقليمية لمحاربة الكيان الصهيوني..؟؟؟ ام مجرد اداة لتفتيت القوى الفلسطينية وان يلعب دور حصان طروادة في اختراق الساحة الفلسطينية واشعال حرائق متنقلة حين الطلب على غرار ما يجري في مخيم المية ومية اليوم..؟؟

وهل إن هذا التنظيم الذي للمفارقة يحمل نفس اسم التنظيم الحوثي في اليمن الذي ترعاه ايران ويعاونه حزب الله، قادر على مواجهة وافشال صفقة القرن او صفقة العصر..؟؟؟ التي نعيش ارهاصاتها اليوم..؟؟؟

قبل فترة تمت اشاعة ان هذا التظيم قد قطع علاقاته بحزب الله، فتدخل الوسطاء وتم عقد لقاءات غير معلنة لتسوية الامور ورفع الميزانية المالية والرعاية الامنية لتوازي حجم الدور والمسؤولية وعادت المياه الى مجاريها ...؟؟

في الشهر الماضي اي ايلول/سبتمبر، اوقفت شعبة المعلومات نائب امين عام انصار الله محمود حمد، على خلفية اعترافات ادلى بها موقوف بقضية محاولة اغتيال مسؤول المخابرات في سفارة فلسطين اسماعيل شروف في العام 2017...كما صدرت احكام قضائية غيابية بحق جمال سليمان ومجموعته في قضية مقتل احمد رشيد وعدد من رفاقه..؟؟ مما يعني ان تبني وحماية تنظيم انصار الله وجمال سليمان قد اصبح محرجاً ومربكاً بالنسبة لحزب الله ولكن لا يمكن التخلي عنه قبل ان ينجز مهمته..؟؟؟

سؤال يفرض نفسه على كل مراقب ومتابع .. ...التنظيمات التي لم تتحرك حينها لوضع حد لممارسات جمال سليمان، لماذا تحركت الان..؟؟؟ لن ندخل في تفاصيل اكثر.. ولكن من الواضح وبغياب المعالجة الفعلية للصراعات المسلحة ولعدم او عدم السماح لاي طرف بحسم الصراع المسلح على غرار ما جرى عام 2014... حين حسم جمال سليمان المعركة مع احمد رشيد... ومع ارتفاع الاصوات المبررة المطالبة بوقف هذا العبث الامني والتسيب المسلح والاقتتال غير المقبول ..وبعض هذا الحراك مبرمج وهادف وله توجيه وادارة.. خاصةً وان اللقاءات التي تعقد علناً وسراً لمعالجة حالة الاقتتال واخرها اللقاء عند حزب الله الراعي الرسمي لتنظيم انصار الله قد فشلت في تهدئة الوضع.. ومع تنامي تعزيزات الجيش اللبناني ودخوله جزئياً الى اطراف المخيم الفلسطيني، فإن الامر كما هو عليه يشير الى الاتي:

الجيش اللبناني لا يريد تكرار تجربة معركة نهر البارد وتدمير مخيم المية ومية وتهجير سكانه..
ان بعض القوى اللبنانية قد استفادت من التجربة السورية في العمل على تاجيج الصراع بين المكونات والفصائل الفلسطينية بحيث لا ينتصر فريق على فريق..!! ويمكن القول انها سياسة الاستثمار في الانقسام الفلسطيني..!!
ازدياد حالة الرفض للسلاح غير المنضبط مع تزايد الخسائر المادية والبشرية لدى المواطنين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين.. وارتفاع الاصوات المطالبة بتجريد المخيم الفلسطيني من السلاح منعاً لتدهور الاوضاع الامنية اكثر وسقوط المزيد من الضحايا المدنية والعسكرية
غياب مرجعية سياسية حقيقية قادرة على ضبط الوضع ومنع الانفجار المسلح سواء لبنانية او فلسطينية
الصراع في مخيم المية وميه مهدد بتجدد الاشتباكات بين لحظة واخرى نتيجة عدم الحسم، وبناءً على ضرورة ضمان الامن والاستقرار والضرب على ايدي العابثين بامن الشعبين اللبناني والفلسطيني ومع عجز حزب الله عن ضمان استمرار الهدنة والسلام داخل المخيم، لذا فإن الحل المفترض للمشكلة المستجدة يبدو على الشكل التالي ..

خروج العناصرالمسلحة من كافة الفصائل مع عائلاتها وسلاحها الفردي الى مخيمات اخرى ويفترض ان يكون مخيم عين الحلوة الاكثر استعداداً... على غرار ما جرى في سوريا من توجه الفصائل المسلحة المعارضة بعد انسحابها من مناطق مختلفة نتيجة التسويات الى محافظة ادلب... تمهيدا لمحاصرتها والاجهاز عليها بتفاهم دولي...واقليمي...
عدم تدمير وتهجيرالفلسطينيين من مخيم المية وميه فيدخل الجيش اللبناني للمخيم وهذا حق سيادي وذلك منعا لحدوث المزيد من الفوضى..والخسائر..
تنتقل المشكلة من مخيم المية ومية الى مخيم عين الحلوة مع وصول قادة ومسلحين وعائلاتهم من مخيم المية وميه..؟؟؟؟ اذ سينتقل الصراع من مخيم الى اخر .. وتتزايد المربعات الامنية في مخيم لا تتعدى مساحته واحد كيلومتر مربع...والسيناريو يتكرر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟