قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لانتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فهل ستكون حكومة العهد الأولى قد وُلِدَت، أم أن الأمور تعقدت من جديد؟
 

بعد نحو خمسة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، وقبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لانتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية،فهل ستكون حكومة العهد الأولى قد وُلِدَت، أم أن الأمور تعقدت من جديد؟ أم أن تعثر الولادة القريبة للحكومة هو في إطار الضغط لتحسين شروط البعض في الربع الساعة الأخير؟ ما الذي حصل حتى عادت أجواء التشاؤم تخيم من جديد على أجواء التشكيل.


لا تبدو الإجابة سهلة في ظل الضبابية والغموض في فهم طبيعة الأسباب التي دفعت بأطراف أساسية الى رفع سقف الشروط في اللحظات الاخيرة، لكنّ المهتمين بمسار التشكيل يخشون من أن يكون الذي حصل مقصوداً لإعادة الامور الى المربع الاول، والدفع باتجاه تعديل التوازنات في التشكيلة. فتمسك الرئيس عون بوزارة العدل وإصرار القوات اللبنانية عليها، إضافة الى مطلب توزير سنّة 8 آذار وعدم تجاوب الرئيس الحريري الى الآن، قد ينسف التركيبة الحكومية من أساسها. حيث بات الامر يتأرجح بين مدٍ وجزر.

 

إقرأ أيضا : ماراتون تأليف الحكومة في الأمتار الأخيرة !


رئيس مجلس النواب نبيه بري وبكلامه: "بعدو الفول خارج المكيول والعلم عند الله"، لا يبدو متفائلا ولا متشائمًا بقرب النهاية السعيدة. أما الرئيس المكلف، فلا يبدو عليه اليأس بقوله: "كلو بينحل". وفي الموازاة، يؤكد أكثر من مصدر أن الأمور تحتاج الى اتصالات ومشاورات إضافية.


ومع تأكيد مختلف الأطراف فيما مضى، على أن العقد داخلية وليست خارجية، إلا أن ما طرأ في الساعات الماضية يعيد الشكوك الى وجود عوامل خارجية تعيق التفاهم النهائي على التشكيلة. ومهما يكن فإن الساعات المقبلة ستحدد الاتجاه وستبين ما إذا كانت "سلبية أم إيجابية". لكن ابعد من تشكيل الحكومة، وما بعد تشكيل الحكومة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا بعد التشكيل؟ ماذا بعد الصورة التذكارية؟ ماذا بعد البيان الوزاري؟ كيف ستواجه الحكومة التحديات الماثلة أمامها؟ أسئلة من السابق لأوانه التسرع بالاجابة عليها .


لأن المرحلة القادمة كفيلة بتقديم الأجوبة المطلوبة .