سُجّل ارتياح دولي للاجواء التي تُسرّب عن قرب تشكيل الحكومة الجديدة، وان لبنان لم يشهد عدم تدخل خارجي مثلما يشهد الآن في مرحلة التشكيل.

وحدها فرنسا حاولت التشجيع وتحفيز منافع السرعة في عدم ترك الوضع اللبناني دون حكومة. الا انها لم توفد شخصية جديدة معنية بالسياسة، انما جاء تدخلها في سياق مؤتمر "سيدر" وفي اطار تسهيل التأليف وحلحلة الوضع المعقد. ولم يكن في نية فرنسا التدخل اكثر من ذلك، او القيام بمبادرة. وجاء المسعى من الناحية التقنية لضرورات استكمال ما يتطلبه "سيدر"، من دون ان يصل الكلام الى الضغط وان جرى البحث في السياسة، من دون الدخول في التفاصيل او الاسماء. وبعد تشكيل الحكومة يُنتظر ان يشهد لبنان زيارات دولية، لاستطلاع الوضع، وفقاً لمصادر ديبلوماسية مطلعة.

في الديبلوماسية الجديدة، هناك رسائل تتبع للابلاغ عن موقف ما. اولاً، اما عبر ارسال رسائل، وثانياً، عبر الاقناع الذي يمثل نوعاً من الضغط غير المباشر.

الاتصال اللبناني - الفرنسي الثاني حول الوضع اللبناني، حصل اخيراً على مستوى القمة، واستعمل الفرنسيون كل عوامل الاقناع. مع الاشارة الى ان المصادر لاحظت تراجع حماسة مجموعة الدعم الدولية منذ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السلطة في الولايات المتحدة.

على ان حماسة المجموعة ستعاود بعد التأليف مواكبة الاستعدادات اللبنانية التنفيذية للمؤتمرات الدولية. وينبغي فعلاً تقدير اهمية "سيدر" في انه يضخ الاموال، ويقوم بالمشاريع، ويخلق وظائف.

هناك عوامل عدة يستفيد منها لبنان، ويشكل تأليف الحكومة عتبتها الرئيسية، وصولاً الى ان يبقى مستمراً ومستقراً في وضعه الاقتصادي وان لا يتدهور، وهي حقنة مؤقتة مفاعيلها تستمر لثلاث سنوات:

- اقامة المشاريع الاقتصادية والتنموية. اي المباشرة بتنفيذ مفاعيل مؤتمر "سيدر".

- الربط بين القطاعين العام والخاص في التعاون لتحصين الوضع الاقتصادي.

- الثقة والشعور الدولي الايجابي حول الوضع اللبناني.

- بوادر الاستثمار في قطاع النفط بحسب ما هو مرتجى سينعكس ايجابياً على الوضع الداخلي.

- كذلك ان تشكيل الحكومة يؤثر في زيادة عوامل الاستقرار، والثقة، واذا لم تتوافر كل هذه العوامل سيصبح الوضع اللبناني في خطر اقتصادياً. وما يساعد في الارتياح المحتمل، حصول بداية بحث عن حل سياسي في سوريا. الامر الذي يساهم في حلحلة الاجواء اللبنانية. والا ما هي العوامل الموجودة لدى لبنان لناحية التنمية والاقتصاد والانتاج الكافي للتعويض عن كل ذلك؟ لا شيء، اي بمعنى ليس هناك من موارد طبيعية يمكنها تغطية كل المستلزمات المذكورة للنهوض بالاقتصاد وجعل الوضع الاقتصادي مستقراً لسنوات معدودة، وتمرير مرحلة الخطر.

وليس من المفترض ان تطول مرحلة التأليف بل يفترض ان يتميز كل الافرقاء المعنيين بحد من الوعي لتسهيل هذه المهمة وعدم عرقلتها، وأبعد تقدير يجب ان يتم التشكيل قبل عيد الاستقلال، وإلا ذهبت الاوضاع في اتجاه غير مقبول. وأقرب تقدير هو خلال اليومين المقبلين.

وما يزيد من العوامل الايجابية، وفقاً للمصادر، جدية المجلس النيابي، ورئيسه نبيه بري وعمل اللجان النيابية، في مواكبة ما يجب ان يلتزم به لبنان لتمرير السنوات الثلاث.

كذلك ما يزيد في الايجابية، عامل مهم وهو هدوء جبهة الجنوب، وعدم وجود خطر داهم مع ان كل الضغوط الاميركية لم تظهر بالكامل. وباتت الضغوط الاقتصادية على "حزب الله" الاكثر اعتماداً، بدلاً من الضغوط العسكرية، الاكثر كلفة.