هل ما يجري فعلاً بشوارع إيران يسرّ الرئيس ترامب؟
 

بين الدفعتين من العقوبات الأميركية ضد إيران يبدو أن الأوضاع السياسية والاجتماعية  في إيران ليست كما كان يأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ الأيام الأولى من وصوله إلى الرئاسة، وتوحي تصريحات ترامب الأخيرة بأنه لا يطلع على الأوضاع في إيران ويكتفي بالمعلومات التي تلقاها منذ رأس السنة الجارية التي تزامنت مع إحتجاجات في مدن إيرانية عدة وغرد حينها ترامب على حسابه في تويتر في اليوم الأول من الشهر الأول للعام الجاري: "إن إيران تفشل على كل المستويات على الرغم من الإتفاق البشع الذي أبرمته معها إدارة الرئيس أوباما" وأضاف ترامب "حان وقت التغيير".

ذاك التغيير الذي تمنى ترامب تحقيقه في إيران أفصح عنه مساعدوه ومستشاروه الذين ما يزالون يحلمون بزيارة طهران بعد إسقاط النظام قبل حلول 40 عامًا على تأسيسه في 4 من الشباط المقبل.

إستراتيجية ترامب تجاه إيران تتركز على فرض الضغوط من الخارج عبر العقوبات وإذكاء الاحتجاجات الداخلية، ويبدو أنه يراهن على الداخل الإيراني أكثر من الحظر الأميركي على النظام الإيراني وبينما يواجه الرجل صمود الدول الأوروبية التي تلح على الإبقاء على الإتفاق النووي وتبحث عن مخارج من المأزق الذي تعيشه إيران بفعل إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي، تتيح الإحتجاجات الداخلية له الظهور بمظهر رجل الديمقراطية والحرية والحديث مسهباً عن حقوق الشعب الإيراني.

ويأمل الرئيس ترامب أن يقوم الشعب الإيراني بفعل ما  يرغب هو تحقيقه ولكن لا يريد دفع تكاليفه إلا وهو إسقاط الجمهورية الإسلامية.

إقرأ أيضًا: استقالة نيكي هالي عدوّة الاتفاق النووي

تلك الإستراتيجية تتلاءم ومنطق ترامب التجاري الذي يقوم على دراسة التكلفة والفوائد. ومن أجل هذا يؤكد ترامب على ضرورة إبعاد الجيش الأميركي من التورط في وحل التدخل العسكري واحتلال الدول الأخرى حيث يترتب عليه تكاليف باهظة من دون فائدة كما حدث في العراق، ويدعي ترامب أن الولايات المتحدة أنفقت 1000 مليار دولاراً في العراق من دون أن تحصل على شيء. 

وأكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي على عدم وقع حرب بين إيران والولايات المتحدة حيث أن أي حرب تحتاج إلى طرفين. فإن إيران لا تريد الحرب من جانبها والطرف الآخر أيضاً لا ينوي شن حرب ضد إيران. 

فيبقى للرئيس ترامب خيار دعم المطالبين بالتغيير في الداخل ومن أجل هذا نراه يكرر الحديث عن الإحتجاجات الداخلية في إيران وأن هناك فوضى ومشاغبات ومظاهرات عارمة تعم البلاد. 

هل ما يجري فعلاً بشوارع إيران  يسرّ الرئيس ترامب؟ 

يبدو أن الرئيس ترامب يلجأ إلى أسلوب اختلاق الأحداث وتزويرها والبروباغاندا الإعلامية بدل النظر إلى الواقع فهو إعلامي بامتياز. 

إن أي ناظر يمكنه أن يزور المدن الإيرانية التي تشهد هدوء مطمئناً للنظام حالياً، ذلك لأن الشعب الإيراني لا يثق بالأميركي المارق  بل يرى فيه مصدراً للتهديد وليس رمزاً للحرية والديمقراطية. 

إن الشعب الإيراني ليس ساذجاً لدرجة يصدق رسالة ترامب الودية في حين شن ترامب حرباً إقتصادية شاملة عليه.