لم يحل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لنفسه لتأليف الحكومة دون اطلاقه جولة جديدة من المشاورات تمهيدا لفكفكة آخر العقد التي لا تزال تعيق الولادة.
 

ولا يستبعد المراقبون ان تكون هذه الجولة هي الاخيرة قبل التأليف الذي يترقبه هؤلاء خلال مهلة تتراوح بين اسبوع وعشرة ايام في حد اقصآ

شملت جولة المشاورات الاخيرة كل من النائب طلال ارسلان والوزير ملحم الرياشي. وبدا واضحا من تصريح كليهما ان الامور تتجه نحو الحلحلة. وتُعلق اهمية على موقفي الرجلين كونهما يمثلان مكامن العقدتين المسيحية والدرزية اللتين اعاقتا تشكيل الحكومة منذ خمسة اشهر ولغاية اليوم.

فالنائب ارسلان اعلن بعد لقائه الحريري في بيت الوسط "اننا نريد تسهيل مهمته انما ليس على حساب الغائنا من الوجود ولا نوايا لدينا على الاطلاق لكسر احد وإظهار ان احدهم ربح او خسر فنحن مع أن يربح الجميع وقلت للحريري أنني حاضر لأي لقاء يجمع بيني وبين جنبلاط برعايته او الرئيس عون"، فيما نقل الرياشي عن الرئيس المكلف تفاؤله/ كاشفا انه يعمل على قدم وساق من اجل تشكيل الحكومة بالرغم من المطبات ولدينا ثقة كبيرة بالوصول الى نتيجة".

 

وبدا لافتا وصف الرياشي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بـ"الوزير الصديق"، وان هو رفض استغلال منبر بيت الوسط من اجل الرد على هجوم باسيل على القوات في ذكرى 13 تشرين.

ولاحظ مراقبون ان الرياشي ميز في كلامه بين الشأن الحكومي والخلاف مع التيار الوطني الحر، مجددا التأكيد على التسهيلات التي بلغت حد التضحيات التي قدمتها القوات من اجل تسهيل ولادة الحكومة.

وفي هذا السياق، افادت المعلومات المتوافرة ان التشكيلة الحكومية باتت في لمساتها الاخيرة بحيث يجري حاليا اسقاط الاسماء على الحقائب، وهذا ما قد يستغرق بعض الوقت بحسب المصادر المواكبة. اما بالنسبة الى العقد فقد باتت في مجملها بحكم المنتهية. وفي المعلومات ايضا ان القوات اللبنانية قد وافقت على ان تمثل ب4 وزراء وثلاث حقائب الى جانب نيابة رئاسة الحكومة. اما الحقائب فستكون التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة، علما ان معلومات ترددت عن مفاوضات تجريها القوات للحصول على حقيبة الصحة او الاشغال بدلا من التربية، الا ان التيار الوطني الحر اعتبر ان هذا الامر لا يتعلق بالتيار ويجب ان يتم التفاوض مع "حزب الله" من اجل الصحة او المردة من اجل الاشغال.

ورأت المصادر ان المؤشر الواقعي او الفعلي لقرب موعد صدور التشكيلة يكمن في موعد زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا، علما ان المعلومات تشير الى ان الموعد المقبل قد لا يكون نهائيا لاعلان التشكيلة باعتبار انه سيكون لرئيس الجمهورية حكما ملاحظات على المسودة. من هنا، لا تستبعد المصادر ان تستغرق التشكيلة بضعة ايام اضافية، مضيفة ان من انتظر خمسة اشهر لن يغص ببضعة ايام اضافية. المهم ان الامور باتت على السكة!