المقزز بإعلام محور الممانعة هو الحديث عن الحريات واحترام الصحافة في الوقت الذي تعجّ فيه سجونهم بالمعارضين
 

تباين واضح بين الموقف الإيراني المتريث والمنتظر لنتائج التحقيقات وموقف إعلام حزب الله المتبني للروايات التركية غير الرسمية والتي تشير بإصبع الإتهام المباشر للسعودية انها تقف خلف اختطاف الصحافي السعودي جمال خاشقجي بل ذهب إعلام الحزب وصفحات مريديه على مواقع التواصل الإجتماعي لتبني مقولة قتله وتقطيعه داخل القنصلية .

 

خاشقجي المعروف بمواقفه العلنية المناهضة لمحور الممانعة والمؤيدة للثورة السورية منذ انطلاقتها، تحوّل بليلة ليلاء إلى غيفارا الضاحية والمظلوم رقم واحد عالمياً عند إعلام الحزب وعند جمهوره تماماً كما كان سعد الحريري لحظة إختلافه مع المملكة في أزمته المعروفة 

المراجع لمواقف أبطال الشاشات الممانعجية في تلك المرحلة وكيف سقط عليهم الحس الوطني المرهف والرفيع بدفاعهم المميت عن " اعتقال " رئيس وزرائهم ونسيانهم كل المواقف الحادة اتجاهه لا يكاد يصدق هذه الاستماتة بالدفاع عن الحريري، وليس الوزير السابق وئام وهاب إلا مثالاً على ذلك .

 

هذا الوزير السابق الذي شنّ منذ أيام هجوم شرس على الرئيس المكلف واتهمه بأقذع العبارات واتهامه بالسرقة واللصوصية وإبرام الصفقات وما إلى ذلك، هو نفسه كان من أشد المدافعين عنه يومذاك .

 

إقرأ أيضا : الخاشقجي وخطيبته

 

 

إنه الإستثمار بالسياسة ليس إلا، فكل المطلوب الآن كما في المرحلة السابقة هو قذف السعودية واتهامها وتشويه صورتها بغض النظر عن الموضوع ، وبعيداً عن تقصّي الحقيقة والموضوعية 

وإن كنت هنا لست بوارد الدفاع عن السعودية وتبرئتها أو عدم تبرئتها، فالنظام السعودي بعلاقته مع المعارضة والرأي الآخر هو كغيره من الأنظمة العربية، ( وإن كان لا بد من الإشارة إلى أن هذا النظام ليس من ديدنه إستعمال مسدس كاتم الصوت ولا الألاعيب الأمنية كالخطف وتحسس الرقاب التي تتقنها الأنظمة العسكريتارية في مشرقنا وفي مقدمهم النظام السوري على سبيل المثال لا الحصر ) .

 

يبقى أن من المقزز بإعلام محور الممانعة هو الحديث عن الحريات واحترام الصحافة في الوقت الذي تعجّ فيه سجونهم بالمعارضين وتدك براميلهم رؤوس المختلفين تحت مسميات عديدة ابتداءاً من المفسدين في الأرض إلى العمالة ووصولاً إلى الإرهاب. 

 

ندرك أن من حق حزب الله وإعلامه أن يستفيد من أي حادثة يوجه من خلالها سهامه إلى خصمه اللدود، إلا أن ما ندعوه إليه هو القليل من التروي، في حادثة تضاربت فيها المعطيات حفاظاً على ما تبقى له من مصداقية تماماً كما يفعل الإيراني، لأن الحديث المفرط عن إختفائه وهذا اليقين عنده بأن الحقيقة لن تظهر قريباً، وأن الرجل أو (جثته ) ستبقى قيد الكتمان إلى ما لا نهاية، يكان يجعلنا نظن وكأن خاشقجي موجود بالضاحية .