اكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار بو عاصي ان "عملية التشكيل ليست بالأرقام إنما بالنوايا وبالجدية لإيجاد مخارج للوضع القائم"، مشيرا الى ان  "لعبة السلطة جزء من العمل السياسي".

وشدد على ان "جزءا كبيرا من الكباش السياسي سببها السلطة والمحاصصة"، لافتا الى اننا "لم نسمع أي فريق سياسي باستثناء "القوات اللبنانية" يناقش اشكاليات السياسات العامة"، وآمل "الخروج من هذه الدوامة وتشكيل حكومة في اسرع وقت".

وعن التشكيلات التي توزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علق بو عاصي  في حديث إذاعي قائلا: "لا اعلم من أي "مطبخ" توزع هذه التشكيلات الحكومية الزائفة للمواطنين، ومن له طرح جدي يمكنه الذهاب الى مكان واحد وهو معراب حيث يرحب به ونبحث معه بطرحه بشكل شفاف وعادل يضع مصلحة البلد قبل كل شيء."

واعتبر انه "على الوزير جبران باسيل ان "يرتاح" لان تأليف الحكومة ليس من عمله، مضيفا: "ما حدا سأله ويشيل عن جحشتو"، في لبنان رئيس في بعبدا ورئيس حكومة مكلف مهمته تشكيل الحكومة، وبالتالي مسألة التشكيل "مش شغل الوزير باسيل" يمكنه ابداء رايه كأي مواطن الا اذا كان يعتبر انه رئيس الجمهورية وهو يريد نزع صلاحيات الرئيس عون عندها فليقل ذلك بالعلن".

وتابع: "يحق لباسيل ان يقوم بما يريد وبما يتناسب مع قناعاته ولكن في الوقت نفسه لا دور له في تقييم الآخرين، يستطيع إبداء رأيه متى شاء ولكن حجمنا لا يحدده هو بل يحدده تاريخنا وثوابتنا وحجم كتلتنا النيابي وكل ما تبقى آراء فقط لا غير".

بو عاصي شدد على انه "يحق للقوات الحصول على حقيبة سيادية ويمنع على احد وضع خطوط حمر لحزب بحجم "القوات اللبنانية"، موضحا انه "لم يسمع سوى باسيل يتحدث عن خطوط حمر للبعض حول تسلم القوات حقيبة سيادية". وتوقف عند موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتبره حكيم جدًا وتمنى ان يكون الموقف مماثلا من الجانب المسيحي، لان "الفيتو" يخرجنا عن المسار الدستوري والمؤسساتي ومن يستضعفنا اليوم سيستضعف فريقا اخر غدا.

ورأى ان "نيابة رئاسة الحكومة ليست حقيبة ولكن بعد اداء الوزير غسان حاصاني نستنتج أن الشخص هو الذي يحدث الفرق ولا دخل للحقائب".  

اما عن اتفاق معراب فوصفه بالمتكامل بالسياسة والمشاركة في السلطة التنفيذية وبحصة رئيس الجمهورية وغيرها، وبالتالي لا ينظر اليه بالقطعة وبتقاسم الحقائب وبالخيارات السياسية رغم اعتباره انها الاهم.

واوضح ان "اتفاق معراب اطيح بحجج واهية وبتمترسٍ خلف رئيس الجمهورية"، موضحا ان "اي انتقاد او تصويب على أداء وزير من وزراء "التيار الوطني الحر" كان يعتبر تهجمًا على الرئيس واضعافا له ما هو غير صحيح وغير مقبول ويعد سياسة قمعية مرفوضة".

وتابع: "إحترامنا للرئيس عون أكيد نتيجة موقعه الدستوري، خصوصا ان القوات لعبت دورا كبيرا ليصبح رئيسا، لذا يجب التوقف عن التمترس خلفه لان من يفعل ذلك يضع العهد بخطر."

اما عن الحصة الوزارية للرئيس في الحكومة، رأى بو عاصي "استحالة تعديلها في الدستور للحصول عليها ولا يمكن اعتبارها عرفا فللعرف أصول وله تعريف سياسي وقانوني"، مركزا على ان "قوة الرئيس بشخصيته وتوقيعه وصلابة مواقفه لا بعدد الحقائب الوزارية المسلمة له".

بو عاصي ذكر بان "القوات اللبنانية لم تظهر يوما في تاريخها السياسي، اننا نركض وراء السلطة والحصص بل على العكس، مضيفا: "يبقى الاساس امرين قالهما رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع مرارًا إننا "حراس المال العام" ونسعى للقيام باصلاحات باي مكان كنا فيه، ولدينا دور داخل الحكومة واخر في وزاراتنا حيث نقوم بالاصلاح ونحسن الخدمات كما فعلنا في الوزارات التي تسلمناها".  

واوضح بو عاصي انه "لا لغط دستوري على امكانية انعقاد حكومة تصريف الاعمال  كما يجتمع كل وزير لتصريف اعمال وزارته، والقوات تطالب بذلك لتسهيل حاجات البلد وتسيير امور الناس".

وتطرق الى انتقادات الوزير باسيل حول التقارب بين "المردة" و"القوات"، قائلا: "يوم جلس "التيار الوطني الحر" و"المردة" على الطاولة نفسها لم نعتبر الأمر إنقلابًا لا بل اعتبرناه توافقا سياسيا طبيعيا ولكن عندما بدأ الحديث عن مصالحة بين القوات اللبنانية والمرده "خربت الدني". لان ما يجوز للتيار لا يجوز لغيره".

وشدد على ان "التقارب مع المرده له اسس واضحة وصفحة الحرب طويت كما يحرص الطرفان لاتمام المصالحة التي تأخرت ويعمل اليوم على تنظيم الاختلاف على الملفات التي لن يتم الاتفاق عليها وسينظر للمساحات المشتركة التي سيبنى عليها لبناء الدولة والمؤسسات ضمانة للمسيحيين".

واكد ان صفحة الماضي طويت ولكن القوات لم ولن تنسى الشهداء يومًا، مضيفا: "إذا كان باسيل يعتبر نفسه داعمًا للعهد لماذا ينسف المصالحة وينبش القبور بهذا الكلام اللامسؤول؟ من المعيب نبشه القبور فقط لأن المصالحة تخيفه".

ولفت الى ان "كبار القادة السياسيين في العالم هو من طووا صفحات الماضي المرير وباسيل لم يظهر انه يشبههم باي شيء اذ يفتقد للمقاربة والكبر والتموضع كمسؤول لبناني يهدف للحفاظ على السلم الاهلي والخروج من جرح الحرب كما ينقصه أي مفهوم من مفاهيم بناء المجتمع والدولة".

بو عاصي اكد ان "القوات لا تريد ان تكون جزءًا من مجموعة تتقاسم السلطة والوضع الحالي الإقتصادي والإجتماعي طارئ في البلد ويحتاج إلى معالجة سريعة وهو يشكل حالة ضغط على المواطن"، مشيرا الى ان "مداخل الحلول التي ستطرحها القوات تركز على اشراك القطاع الخاص في ادارة المرافق العامة لمصلحة المواطن". 

وعن الضغوط الدولية على لبنان، رأى ان "من لا تحفزّه مصلحة شعبه وبلاده لإيجاد الحلول اللازمة لا سيما في الظروف الصعبة لا أظن ان الضغط الدولي عليه سيحدث فرقًا، مضيفا: "سيدر" حاجة للبنان في هذا الوقت ولكن يجب التفكير بحلول داخلية بدلا من اللجوء في كل مرة الى المجتمع الدولي، ولا يجب أن نحصل على قرش واحدٍ منهم طالما أن الهدر والفساد مستمران."

اما عن معركة رئاسة الجمهورية، اشار الى ان "من يسعى الى رئاسة الجمهورية عليه بدء العمل بها فالطموح السياسي امر طبيعي جدا ولكن لا يجب ان تكون معركة الوصول الى الرئاسة تدميرية". 

وفي ما خص ملف النازحين، جدد التاكيد ان "وزارة الشؤون تتابع مسألة النازحين من الناحية الإنسانية"، موضحا انه "نجح بتفعيل دور الوزارة لتكون صلة الوصل بين المانح والنازح  لمتابعة التفاصيل والمساهمة في وضع السياسات".

واسف لان اللجنة الوزارية التي تالفت لوضع سياسات عامة حول هذا الملف لم تستطع انجاز تصور مشترك، ما هو امر خطير ودليل ضعف. وكرر موقف لبنان وموقف حزب القوات بضرورة التحضير لعودة النازحين الى بلادهم من دون انتظار أي حل سياسي فلبنان لا يستطيع تحمل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري بغض النظر إن كان سوريًا أو فرنسيًا او ألمانيًا".