نظّمت دائرة الهندسة المعمارية والغرافيك في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) سلسلة من النشاطات في العام الجاري 2018 للاحتفال بالحدث الهام المتمثل في تخريج 50 دفعة من المتخرجين مع شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية.
 
وقد تخرج حتى الآن ما مجموعه 980 من خريجي الهندسة المعمارية من الدائرة. تألفت أول دفعة تخرجت في العام 1968 من عشرة خريجين. وتشمل دفعة متخرجي العام الجاري اثنين وأربعين متخرجاً. وقد تضمنت الاحتفالات ندوة عقدت في تشرين الأول، وتلاها معرض.
 
وقالت الدكتورة منى حرب، أستاذة الدراسات والسياسات العمرانية: "تعد الذكرى الخمسين لدائرة دائرة الهندسة المعمارية والغرافيك في الجامعة الأميركية في بيروت فرصة للاحتفال بالمساهمات الكبيرة لما يقرب من 1000 فرد، تم تدريبهم كمهندسين معماريين في الجامعة الأميركية في بيروت منذ العام 1963. هؤلاء هم من المهندسين المعماريين المحترفين، والمخططين العمرانيين، والمصممين، والفنانين، والمصورين، والبحاثة، وكلٌّ منهم ساهم بطريقته الخاصة في إيجاد عالم أكثر ملائمة للعيش، وهذا عنصر أساسي في المهمة التعليمية لكلية مارون سمعان للهندسة والعمارة".
 
الندوة
 
أستاذ الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط العمراني الدكتور روبرت صليبا نظّم الندوة التي عقدت في قاعة المعماري في حرم الجامعة. وقد اشتملت على طاولتين مستديرتين بعنوان "مسارات في العمارة" و"مسارات متوازية" شهدتا مداخلات من أجيال مختلفة من خريجي الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية في بيروت.
 
وقال صليبا: "لقد بدأ تخطيطنا للاحتفال بالعيد الخمسين منذ عامين. وكانت تلك فرصة فريدة لإعادة التواصل مع الخريجين وإعادة النظر في تاريخ الدائرة من خلال أبحاث أرشيفية واسعة، وكذلك من خلال الذكريات الشخصية لأعضاء اللجنة، والرؤساء، وأعضاء هيئة التعليم، والطلاب. والأهم من ذلك، أن هذا الحدث المَعلَمي هو نتيجة جهد متفاني ودؤوب من قبل أعضاء فريق شاركوا بحماس وبذلوا قصارى جهدهم".
 
وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد حراجلي، تحدث في الجلسة الافتتاحية للندوة وقال: "من خلال البرامج البحثية والأكاديمية ذات المستوى العالمي، وهي برامج مطلعة على النظريات ومتقدمة تقنياً، فإن الجامعة الأميركية في بيروت ودائرة الهندسة المعمارية فيها يخرّجون متعلمين مدى الحياة يلعبون دوراً رائداً في الممارسة المهنية في لبنان وخارجه. كل هؤلاء المعماريين والفنانين والمصمّمين والباحثين المحترفين الذين نحتفل بهم اليوم ودائماً، يساهمون في الابتكار والشعور بالالتزام بإيجاد عالم أكثر ملاءمة واستدامة".
 
وفي الجلسة الافتتاحية أيضا، قام عميد كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة الدكتور آلان شحادة بتذكير الحضور بتاريخ الدائرة. وروى كيف نجح العميد السابق ريمون غصن وغيره من الشخصيات الرئيسية في السنوات الخمسين المنصرمة بتحويل تعليم الهندسة المعمارية في لبنان والمنطقة من خلال إطلاق برنامج يعتمد التصميم غير المحدود.
 
وقال شحادة: " تأثير ذلك القرار واضح في إنجازات ما يقارب ألف فرد ممن يحملون شهادة بكالوريوس الهندسة المعمارية من الجامعة الأميركية في بيروت، وفي التأثير المستمر للدائرة في عالم العمارة والتصميم والتخطيط".
 
كما أشار العميد شحادة إلى أن الجامعة والكلية تستعدان لتوسيع نطاق مبادرة العميد غصن من خلال تيسير وصول طلاب جميع التخصصات إلى منهج دراسي يركز على التصميم ويمكن أن يطلق جيلاً جديداً من المبتكرين ورجال الأعمال، ومن خلال إحياء فكرة مترامية وخلاقة للتصميم في الهندسة.
 
وقال: "لتحقيق ذلك، نعمل على إنشاء مدرسة للتصميم الغرافيكي في الكلية تعمل كمنصة لاختصاص جديد في التصميم، يكون مفتوحاً لجميع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت. مدرسة التصميم الغرافيكي هذه ستقدم برامجنا الحالية للبكالوريوس والدراسات العليا في الهندسة المعمارية، والتصميم الغرافيكي، والتخطيط والسياسات العمرانية، والتخصصات التي نزمع تقديمها، على سبيل المثال، في التصميم الصناعي ودراساته. وسيكون مقر مدرسة التصميم الغرافيكي في مجمّع جديد مساحته 15000 متراً مربعاً في الحرم الجامعي السفلي".
 
المعرض
 
وقد أقيم معرض خاص بالذكرى السنوية الخمسين للدائرة على شرفة مبنى بكتل في الكلية. وضم المعرض أكثر من 240 عملاً من 131 خريج في مجموعة من التخصصات والمواد الفنية. وقام بتنظيم المعرض والاشراف عليه فريق من خريجي الهندسة المعمارية في الجامعة ضمّ مصطفى الجندي، وعبير الطيب، وغيث أبي غانم، وجاد ملكي، ومحمد نحلة.
 
وأوضح مصممو المعرض أنه يجمع خمسين عاماً لخريجي الهندسة المعمارية في مساحة واحدة، وهو قاموا بوضع تصميم مقطوع على مستوى العين.
 
ويعرض التصميم في قسمه الأسفل الأعمال الفنية المختلفة وتظهر أسماء مؤلفيها كأنوار عائمة في الأعلى. "وهذا يوفّر اتصالًا شاملاً يسمح للخريجين بقراءة أعمال بعضهم البعض بالتوازي. وتستجيب خطة التركيب لمفهوم التنظيم الذي ينبع من الهندسة المعمارية ويتوسع إلى سياقات مختلفة".
 
وقال المشرفون على المعرض: "جمعنا أكثر من 240 مشروعاّ تتراوح مواضيعها من المباني التي تتعامل مع التعقيد المتزايد للنماذج سواء كانت محلية أو عامة أو حكومية أو صناعية، إلى خطط رئيسية حضرية في العالم العربي وما أبعد؛ وتتراوح من الفضاءات الداخلية إلى الأغراض اليومية. فضلاً عن القطع الفنية التي تكشف قصصاً مخفية من بيروت إلى عروض راقصة على المسارح الدولية".
 
كما شارك عدد قليل من الخريجين بمنشورات حول الدراسات الحضرية والأنثروبولوجيا والتاريخ والجغرافيا والفلسفة. ويعكس هذا التنوع في المشاريع كيف تطورت الطموحات المهنية للخريجين مع مرور الوقت، وكيف وضعوا الهندسة المعمارية في لبّ مجالات التصميم وغيره. ويظهر المعرض كيف تمكن المعماريون من دفع حدود تعليم هندسة العمارة بنجاح لتوسيع تأثيرها أو دمج حقول أخرى بها، وفي النهاية يصبحون مهنيين متنوعين.
 
وقد وُزّع في المعرض كتيبان أُنتجا للمناسبة. أوّلهما، كتاب الخمسين عام (1968-2018)، الذي قام بتحريره عبير الطيب وأرام يرتزيان، ويروي تاريخ الخريجين وأعضاء هيئة التعليم والحياة الاجتماعية والأحداث في برنامج الهندسة المعمارية على مدى السنوات الخمسين الماضية في صيغة زمنية غنية تتخللها 16 مقالة لأعضاء سابقين وحاليين من هيئة التعليم وخريجين. 
 
أما الكتاب الثاني، كتاب المعرض، والذي قام بتحريره عبير الطيب ومصطفى الجندي، فيوثّق المشاريع التي تم جمعها للمعرض من منظور متعدّد التخصّصات.
 
وقال الأستاذ آرام يريتزيان، عضو لجنة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين، عن إعادة الاتصال ببعض أعضاء هيئة التعليم من الجيل الأول، " كان امتيازاً وسروراً أن ننطلق في رحلة كشفت العديد من جوانب السنوات الخمسين الماضية. وتستمر دائرتنا في التطور ونحن نتطلع إلى السنوات الخمسين القادمة".