رؤيتان لا تلتقيان، واحدة وطنية، والأخرى طائفية متخلّفة، واحد يحاول البناء، والآخر عازم على الهدم
 

أولاً: جعجع..الانهيار المالي قادم...

 


البلد مُعطّل، رغم كل محاولات تشغيله، الانهيار المالي ماثل للعيان، الحكومة العتيدة ما زالت عالقة في دهاليز التيار الوطني الحر الذي يُصرّ على الفوز بحُصّة الأسد في قسمة "مغانم" المقاعد الوزارية، لذا استنفر الدكتور سمير جعجع فعاليات القوات اللبنانية وأجهزتها لدراسة مخاطر الانهيار المالي الذي بات على الأبواب، ومحاولات تنظيم خطط طارئة لتداركه، ومع أنّ الحكيم ما زال يأمل بتأليف الحكومة الجديدة خلال أيامٍ معدودات (من أين يأتي بالتّفاؤل؟ الله أعلم!)، أمّا في حال فشل التأليف( وهو الأرجح)، فإنّ قائد القوات يُعدُّ العدة لإنجاز خطط مستقبلية لمواجهة الانهيار المنتظر، مع التّشديد على دستورية الإجراءات والخطط المرجوّة، فالحكيم ما زال قلبه على البلد، منذ أن قرّر "المجازفة" بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.

 

إقرأ أيضا : يا أيّها الشعب العظيم يا أشرف الناس يا .............

 


ثانياً: باسيل قلبه على المسيحيين!


في الجانب الآخر، وفي فيديو مُسرّب للوزير جبران باسيل، يدافع معاليه بكلّ صفاقة واستهتار عن خرقه المتمادي لأحكام الدستور في تعيين الموظفين، وتبنّيه طروحات ونعرات طائفية بغيضة ومقيتة، كان اللبنانيون قد اعتقدوا أنّها باتت ورائهم منذ اتفاق الطائف، وأنّ الانصهار الوطني يعلو فوق الحزازات والنعرات الطائفية وموبقاتها، يظهر في الفيديو يتبجّح بتعطيله نتائج مباريات مجلس الخدمة المدنية بدل أن يخجل ويعتذر من مواطنيه المتضررين (وفيهم مسيحيين طبعاً)، يفتخر بانتهاك حقوق المواطنين، ويضحك على "المسيحيين" بالوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، وحيازته نصف المقاعد الحكومية، ولو سأله مواطن بريئ :وأحوال البلد يا معالي الوزير؟ لربما جاء الجواب: الله لا يردّه، طالما السلطة معنا وجيوبنا عامرة! 

 

إقرأ أيضا : من نصدِّق الحكيم أم الرئيس..؟

 


ثالثا: رؤيتان لا تلتقيان..الحجاج والمهلّب...


رؤيتان لا تلتقيان، واحدة وطنية، والأخرى طائفية متخلّفة، واحد يحاول البناء، والآخر عازم على الهدم. 


كتب الحجاج إلى المهلّب يستعجله في حرب الازارقة (فرقة خارجية) ويُسمعه قارص الكلام، فكتب إليه المهلب: إنّ البلاء كلّ البلاء أن يكون الرأي لمن يملُكه، دون من يُبصرُه.