أليس من المستحبات المنزل الواسع، والسيارة الفارهة، حتى ولو طغت أمواله وتجبرت، وانهالت عليه الحقوق من كل حدبٍ وصوبٍ واتسعت عليه الأرض بما رحبت؟!
 

ربما يتساءل الكثير من الناس لماذا لم يعد هناك وزن لصنف رجال الدين ـ مع التحفظ على التسمية ـ إلا ما رحم ربي، هناك علماء وفقهاء أتقياء كانوا تجارب زهد، وطلاب آخرة يذكروننا بسيرة الأئمة من أهل البيت (ع)، من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بوعظ نفسه، تخلوا عن الدنيا وزينتها،إكتفوا في خشونة الملبس وجشوبة المأكل، متأثرين بإمام العدل علي (ع) المساوي نفسه بأضعف الخلق، بقوله:"إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدِّروا أنفسهم بضعفة الخلق"... لكن كم هو عددهم قياساً على عدد الشيوخ الجامحين والطامحين على حطام هذه الدنيا، مصداقاً لقول الإمام (ع) "الدنيا جيفة وطلابها كلابها"، هنا لا أريد أن أثقل سمعك عن عثمانية علمائية شيعية جعلت البعض بلا مأوى ولا مال ينفقه على عياله وعلى نفسه، وتجعل الكثيرين من أصحاب الكروش من صنفهم الغدار الذي يزين للناس حب الآخرة وهم يركضون على عفطة عنز في حياتهم، وجعلت البعض منهم متخماً من الأكل الوفير شرهاً على شراء البيوت الفارهة والواسعة والعقارات والمسابح والسيارات الثمينة والوظائف الرخيصة، وسجادات صلواتهم لا يغادرونها إلا عند النميمة والصلاة على كواعب وكعاثب النساء، وبعضهم يتكلم بالزهد ويعظ الناس البسطاء ويرتدي عباءة حريرية ويملك سيارات تطعم حياً في قريته،وبعضهم يمنيهم ويعدهم بالصبر والأجر على البلاء وهو لا يحمل هم ولد ولا تلد حتى وصلت بهم الأمور لشراء كماليات كشراء آلات رياضية ومسابح نسائية.

اقرا ايضا : سعد الحريري والنفاق اللبناني...!

 

أليس  من المستحبات المنزل الواسع، والسيارة الفارهة، حتى ولو طغت أمواله وتجبرت، وانهالت عليه الحقوق من كل حدبٍ وصوبٍ واتسعت عليه الأرض بما رحبت، كان السبَّاق إلى إحياء الدين والسنة والبكاء على الحسين (ع)، ولله في خلقه شجوون وشؤون ،وكأن الإسلام في عصرنا بألف خير والأمة بألف خير، ولم يبق عندهم إلا إحياء هذه السنن،إنها عناوين شيطانية أسموها بالشأنية، هم تفوقوا على شياطين السماء والأرض، وهم على علم من رأس الهرم إلى أصغر قدم بأن هناك كثير من الناس ومن المعممين يملكون ورعاً وخوفاً على دينهم أنهم في ضيق وحرج، وبعضهم يشتكي منهم ومن سلطتهم العثمانية في توزيع الحقوق الشرعية، وبعضهم يصل ليله بنهاره تحصيلاً للعلم والدرس، ويعانون ضرورة العيش.. 

 

أعتقد لا أريد أن استرسل معك يا أخي بسرد الوقائع ويكفي ما نعانيه اليوم، هنا لا أقصد أحداً بعينه ولا بأي مععم على الإطلاق، ولكن أريد أن لا تعيبوا على عثمان بن عفان كما أجمعتم عليه وأجمع المؤرخون أنه حابى أقرباءه وحاشيته وعشيرته، أنكم تشبهون علياً، فأنتم بالوعظ تتفوقون على الإمام علي (ع) وفي حياتكم تتفوقون على عثمان بن عفان...