أذكر قولاً للإمام المغيب السيد موسى الصدر عندما وصف حال البلد: ـ كأن هذا البلد حاله حال المريض في العناية المركزة، إن تعافى أعطي جرعة زائدة ليعود في غيبوبته، وإن أشرف على الموت أعطي جرعة إنعاش لكي يبقى على قيد الحياة
 

كلما سمعت الرئيس سعد الحريري ـ دفع وهم من الإتهامات التي ستقودها جوقة من المتسلقين والمارقين من الذين يتربعون وراء متاريس النفاق ومتاريس المنفعة الشخصانية وإلى تلك الجماعة من حراس الطائفة والهيكل التي تعرقل تقدم البلد إلى ما ينقذه من رياح عاتيات آتية،بأنني لست تابعاً ومأجوراً من أحدٍ ولست على علاقة مع أي تيار سياسي بالشكل التنظيمي، وأذكرهم بالإحتياط في الدين والعرض والنيل من أحد من دون بينة ودليل، أخوك دينك فاحتط لدينك ـ كنت أصغي إليه بسرور وهو يتحدث عن بناء الوحدة بين مكونات الأحزاب والطوائف، وشعرت بأنه لا يعرف حقداً أو حسداً ويملك قلباً بريئاً وطيباً، من أجل العيش باطمئنان في هذا البلد الذي لا يستحق إلا البناء، والتعاون مع الأفرقاء جميعاً، لأن الوزارة لا تملك هوية طائفية، وليست حكراً على أي حزبٍ أو طائفة، بل ما تملكه هو خدمة البلد والمواطن، فأنا المواطن اللبناني لا يهمني أن يأتي الوزير على أساسي طائفي بقدر ما يهمني أن أستفيد منها، بمعنى ماذا ينفعني وزير طائفتي إن كان وزيراً للكهرباء والكهرباء مقطوعة، وهكذا في كل الوزارات، نعم من حق أي حزبٍ أو طائفة أن يخاف على حقوقه، ولكن هذا الخوف يتلاشى فيما لو آمنا بالحرية والديمقراطية التي تؤمِّن الحقوق للجميع، وهذا هو السعد يريد أن يمسك البناء بيده خوفاً من أن يتداعى ويتهدم، وعلى المعنيين أن يلاقوا سعدنا لأن العاصفة تدوي وتعصف، ولا يزال البناء يضطرب ولتجمعوا جموعكم واهتفوا معه لتحقيق الأماني الوطنية، حتى لا نكون جميعاً في هذا البلد ضحايا النفاق، وإلا كيف يعقل أن نبقى وتبقوا متفرجين مترددين وحال البلد والمواطن إلى مزيد من الإنهيار والضياع والفقر والبطالة والخوف والمرض الذي يفتك بجسم البلد والمواطن، وكأنه يراد لهذا البلد أن يبقى ضمن الدائرة الرمادية أي من دون حسم، وأذكر قولاً للإمام المغيب السيد موسى الصدر عندما وصف حال البلد: ـ كأن هذا البلد حاله حال المريض في العناية المركزة، إن تعافى أعطي جرعة زائدة ليعود في غيبوبته، وإن أشرف على الموت أعطي جرعة إنعاش لكي يبقى على قيد الحياة ـ فلنسعد معاً مع سعد إن قدِّرت لنا السعادة في مستقبل حياتنا وحياة أجيالنا، ولنعيش سعداء لأنه لا سعادة في هذا البلد إن لم تكن سعادة الحب والسلام ولسعد الحب والسلام، ولا شقاء غير شقاء الإنقسام والإنشقاق، وإلا كمن ينتظر نعيق "البوم" لكي ينعق أو يبكي وسط الخراب وليس فينا من ينقذ جاره أو يحمي داره،أو يغيث سائلاً أو يجير مسكيناً أو يطعم جائعاً أو يبكي مظلوماً..... السعد والسعادة لهذا البلد...