بسم الله الرحمن الرحيم 

العزيز الفاضل الشيخ ياسرعودة ..


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
قال العظماء كلمتهم ومشوا وكن مثلهم قل كلمتك وامشي ...!


الامام موسى الصدر قال سأبقي القلم الذي لا يغرف إلا من حبر الحقيقة مهما كانت مرة . فالحقيقة يا أخي مرة ومهما غلفت بجمالية تبقى مرة، إن أمة غلفت الحقيقة عليها، أمة لا تستحق الحياة فلا تأسف إن الأيام كفيلة بأن تغير والتغيير رسالة طويلة لا يتحمل أذاها إلا الكبار، فأمثالك كثر تعرضوا إلى ردود، وردود ولكن الزبد يذهب ويبقى ما ينفع الناس. 


إن رسالتك الأخيرة رسالة حق ومن أجل الحق، شاء من شاء وأبى من أبى...


إن قولك عن هموم الناس وآلامهم عبادة لله وإن كانت تغيظ الكثيرين من الذين يعبدون الله، على شفة حفرة وما أكثرهم وهم يمثلون الوجه الكريه الآخر في المجتمع، بل يعيقون حركة التغيير ومواجهة الدعاة له. فلا يهمك قولهم فإن إمامك الحسين (ع)، قد واجه هذا الصنف من الناس حتى قتلوه وهم الآن يحييون ذكراه معتقدين بذلك أنهم يقومون بواجبهم اتجاه الحسين . والحسين(ع) منهم براء لأنه واجه الظالم بكلمة حق وحاربه بكل وسيلة ممكنة بالكلمة والموعظة والسيرة الحسنة والسيف. 


إن المطالب التي ناديت بها مطالب محقّة وهي صرخة حق في وجه سلاطين جائرة سلاطين أثقلت كاهل المواطن.


أننا في زمن الإقطاعات المتعددة الأقنعة، إقطاع سياسي ومالي وأمني وعسكري والأخطر من ذلك الإقطاع الديني المسلط على العقول والمقنّع بإسم الله.


كنا بالأمس القريب نواجه كل هذه الحقائق بعقول منفتحة على الله سبحانه وتعالى، ولكن الأيام بدأت تحرف الحقائق حتى أصبحنا نسمع ما لا يحمله الدين، وأصبحت مشكلتنا كبرى بأننا نواجه عقول معلبة، لا تحيد قيد أنملة عما يملى عليها وهذا هو البلاء الأكبر.


يقول الامام شمس الدين حقوق الانسان خمس :


1- حق الحياة 


2- حق المعتقد


3- حق المسكن 


4- حق الهواء 


5- حق الماء 


فإذا قمنا بجولة دقيقة على هذه الحقوق سنجد أننا نفتقدها فيجب علينا أن نواجه كل الواقع من أجل تثبيت هذه الحقوق .


إن كان عن طريق الاسلام أو غيره من الطرق.


إن الاسلام الذي أخرج عن صفاءه وطرح بأشكال منافية للإسلام أصلاً ومضمونا ليس بقادر على بناء المجتمع الآمن أو الدولة الآمنة التي ترفع من شأن الانسان، لذا يجب على كل المصلحين والدعاة إعادة النظر بكل ما يطرح ثانية على مستوى الاصلاح والدعوة لتغيير شيء في الواقع المعاش.

إن المشوار طويل ...

عزيزي الشيخ لقد نذرت نفسك للدفاع عن دين الله و خط اهل البيت عليهم السلام وإن نذرك هذا سيكلفك الكثير ولكن دعه في عين الله إنه ينمو، لأن الله كفيل بذلك، وأنا اعلم مدى صدقك وإخلاصك وأنت تحاول دفع الخرافات والبدع عن هذا الدين القيم الذي أراده الله للناس جميعا، إن الخرافة والبدع إلى زوال والحق إلى ثبات.


أصبحنا في عصر  يجب علينا ابتكار الوسائل الصحيحة والسليمة التي تحقق المبتغى المراد، ولذا أدعو  جميع الأخوة الذين يتنطحون لمواجهتك بوسائلهم المتخلفة، التي يحرفون الناس عن هذا الدين العظيم الذي اراده الله تعالى للناس جمعاء ليثيروا الشبهات من هنا وهناك ليبقوا الناس في ملهاة عن قضياهم الكبرى التي تحقق لهم سلام الدنيا والآخرة وابقائهم منغميسين في قضياهم الصغرى التي تصب في مصالح الكبار الذين أوكلوا إلى صغارهم أن يثيروا هذه المواضيع والاشكالات والخرافات ليمكنوهم من رقاب العباد.


تحضرني مقولة مأثورة لأحد العلماء الكبار في جبل عامل أنه قال لأحد الاقطاعيين الكبار وهو على باب داره (جرثومة الفساد في البلاد). 


فكم من جراثيم بيننا كثر لا يعدهم وكل منهم يجادل ما يسمع وما يملى عليه من أربابه من الاقطاعيين الجدد فصراعنا من نوع آخر.

عزيزي الشيخ قل كلمتك وامشي ولا تهاب إلا الله، إن الله كفيل بدعوتك الحقة المحقة أمام هذه الطبقة الطفيلية التي اخذت وسلكت طريق الباطل في وجه الحق.

و السلام.


الشيخ علي خليل شحيمي .


 سلسلة مشروع نهضة الأمة.