وافقت إيران على الحكم الصادر من قبل محكمة العدل واعتبرت ان هذا الحكم يمثل تحديا لشرعية العقوبات الجديدة
 

أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي قراراً مؤقتاً يلزم الولايات المتحدة بوقف جملة من العقوبات التي أعادتها او تريد إعادتها على إيران في الشهر المقبل.

جاء في حكم المحكمة الذي نقله القاضي عبد القوي يوسف رئيس المحكمة أن "المحكمة تعلن بالإجماع انه على الولايات المتحدة أن ترفع وعبر وسائل من اختيارها كل عراقيل تفرضها الإجراءات التي أعلنت في 8 أيار 2018 على حرية تصدير أدوية ومواد طبية ومواد غذائية ومنتجات زراعية إلى إيران". 

واعتبرت المحكمة أن "العقوبات على سلع مطلوبة لاحتياجات إنسانية قد تترك أثراً مدمراً خطيراً على صحة وأرواح أفراد على الأراضي الإيرانية، كما أكدت المحكمة على أن العقوبات على قطع غيار الطائرات يمكن ان تعرض سلامة الطيران المدني للخطر في إيران وكذلك أرواح مستخدميها. 

إصدار هذا الحكم من قبل محكمة العدل الدولية بحد ذاته إنتصار كبير لإيران وهزيمة كبيرة للولايات المتحدة التي فشلت في حرف محكمة العدل من البت في الموضوع ورفض أهليتها واعتبرت أن شكوى إيران هي استغلال سوء للمجامع الدولية. 

إقرأ أيضًا: تراجع الدولار أمام الريال الإيراني

ولكن بالرغم من الترحيب الإيراني بهذا الحكم والاحتفال به إلا ان إيران لا تعتبر الحكم الصادر كافياً وأشار القاضي الإيراني جمشيد ممتاز إلى ضرورة تطرق المحكمة إلى موضوع صفقة بيع الطائرات التي تمت بين البلدين كما تحذير الشركات الأجنبية من العلاقات التجارية مع إيران. 

وبالرغم من ذلك وافقت إيران على الحكم الصادر من قبل محكمة العدل واعتبرت ان هذا الحكم يمثل تحدياً لشرعية العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران من منظور القانون الدولي. 

ويبدو ان تداعيات الحكم الصادر من محكمة لاهاي على الولايات المتحدة كانت اكبر من المتوقع وأثار سخطا كبيرا لدى المسؤولين هناك. حيث ندد وزير الخارجية الأميركي بومبيو بحكم المحكمة وأعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصداقة بين البلدين الموقع قبل 63 عامًا مضيفًا بأننا تأخرنا في الانسحاب من تلك المعاهدة 39 عامًا. 

والحقيقة ليست كذلك اللهم إلا أن المخابراتي بومبيو الذي أصبح دبلوماسياً بين عشية وضحاها لا يعرف بأن بلاده في العام 1982 رفعت دعوى ضد إيران لدى نفس المحكمة مستندة الى نفس المعاهدة على اقتحام الطلاب الإيرانيين مبنى السفارة الأميركية في طهران واعتقال دبلوماسييها واعتبرت ان تلك الافعال خرق واضح لمعاهدة الصداقة بين البلدين. 

إقرأ أيضًا: جواميس نواز شريف للبيع

فماذا حدا عما بدا؟! أيحق للولايات المتحدة ما لا يحق لغيرها؟ 

واذا استندت أمريكا الى معاهدة الصداقة بين إيران والولايات المتحدة في العام 1982 لماذا لا يحق لإيران الاستناد اليها في العام 2018؟ 

ثم إن آلية الإنسحاب من معاهدة الصداقة هي مدرجة في نص نفس المعاهدة حيث يسمح لأي من الطرفين انذار الطرف الآخر بانسحابه قبل عام من الإنسحاب الفعلي مما يعني بأن إعلان بومبيو عن انسحاب بلاده من معاهدة الصداقة الإيرانية الأميركية ليس ساري المفعول الا بعد مضي عام على اعلانه مما يعني بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن جميع الأضرار التي تلحق بايران إلى بعد عام.

جعلت المحكمة الدولية بحكمها الأخير إيران في موقع دولي أقوى من الولايات المتحدة وأتاحت لإيران فرصاً قانونية على الساحة الدولية ويمكن لإيران ان تشترط تنفيذ الولايات المتحدة للحكم الصادر من محكمة العدل كشرط مسبق للتفاوض مع الولايات المتحدة.