حذر الرئيس الإيراني الأسبق وزعيم الحركة الإصلاحية الإيرانية ومنظرها محمد خاتمي، من اندلاع ثورة شعبية تسقط النظام أو انقلاب عسكري في إيران.

وجاء تحذير خاتمي والذي يعتبر رسالة شديدة الإنذار من الإصلاحيين إلى المرشد الإيراني خامنئي بعد الانهيار الاقتصادي والعقوبات الدولية وتصاعد دور الأمن والحرس الثوري الذي تشهده البلاد.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، حديث خاتمي خلال اجتماع مع مجموعة من المحاربين القدامى وجرحى الحرب العراقية الإيرانية، أن "المجتمع الدولي قد يواجه أمريكا في بعض الحالات، وأنه ينبغي لنا أن نغتنم هذه الفرصة ونستفيد منها للدفاع عن مصلحة شعبنا".

وانتقد الانغلاق السياسي الذي تشهده إيران قائلا: "اليوم لا يوجد حوار في الداخل والمشاركة في الحياة السياسية مغلقة، وأن كل من يتحدث من باب الحرص على هذا البلد يواجه مجموعة متنوعة من التهم والشتائم والإساءات".

وأضاف: "المشاكل الموجودة قابلة للحل ونحن لسنا في طريق مسدود، ولكن يجب تغيير الأساليب والسياسات، وإيجاد إصلاحات داخل بنية النظام الإيراني الرئيسية".

وحذر خاتمي من حدوث ثورة أو انقلاب عسكري وشيك في البلاد قائلا: "عندما يصبح المجتمع غير راض عن الوضع الراهن ولم يُسمع صوت الشعب على الإطلاق ولم يلتفت إلى احتياجاته ومطالبه ولم تتم الإجابة على أسئلته، ويتم إغلاق طرق الحوار والنقد وحرية التعبير عن الرأي، حينها سيحدث بصورة تلقائية إما انقلاب عسكري أو يتحول هذا الرفض إلى ثورة شعبية".

وتابع: "علينا اليوم أن نرى ما إذا كنا نتحرك على الطريق نحو تحقيق المطالب التاريخية للشعب الإيراني، ونتساءل هل تم توفير المجال لممارسة الحريات العامة في مجتمعنا؟".

وحول مطالب الشعب الإيراني الحالية، قال خاتمي: "نريد ديمقراطية عادلة وأخلاقية وقد يواجه تيار الإصلاحيين بعض الأخطاء، لكن يجب ألا نحملهم هذه الأخطاء، وعلينا أن نسعى جميعا بوضع آليات لإجراء إصلاحات حقيقة داخل النظام".

وشدد خاتمي على ضرورة أن "يكون النظام قابلا للإصلاح، وإذا ارتكبنا الأخطاء علينا أن نعترف بشجاعة ونقول أخطأنا، وإلا فإن الإصرار على الفعل الخاطئ سيؤدي إلى الفشل".

وحذر خاتمي من التدخل الخارجي في شؤون إيران الداخلية قائلا: "عندما يحاول أعداؤنا الأجانب إيذاء البلاد، لا يمكن أن نتغلب عليهم إلا من خلال التلاحم الوطني والقبول بإجراء الإصلاحات حتى نخرج من هذا المأزق".

وأشار الرئيس الإيراني الأسبق إلى أنه "إذا ما قمنا بإصلاح أنفسنا، فإن بلدنا لن يتعرض لأي تهديد، ولكن إذا لم نقم بالإصلاح، فسنفشل".

وتحذيرات خاتمي هذه ليست الأولى، ففي تقرير سابق ترجمته "عربي21"، حذر من انهيار النظام الإيراني ولكنه لم يتحدث حينها بهذه الصراحة حول حدوث ثورة شعبية أو انقلاب عسكري يطيح بالنظام الإيراني.