أكد سفير ​لبنان​ في ​الفاتيكان​ النائب السابق ​فريد الخازن​ أن أبرز ما يسعى اليه من خلال المهمة الدبلوماسيّة الجديدة التي تولاها مؤخرا، هو تمتين العلاقة مع الفاتيكان والسعي لتفعيل الدبلوماسية اللبنانيّة والتصدي لتحديات جمّة تواجه الدولة في لبنان وأبرزها النزوح السوري واللجوء الفلسطيني في ظل الدفع باتجاه أمر واقع وهو توطين اللاجئين. وأشار الى ان الانتقال من العمل السياسي الى الدبلوماسي حرّره من بعض القيود التي تفرضها السياسة اللبنانية، وبالتحديد تلك التي تأتي على شكل واجبات اجتماعيّة تشغل القسم الاكبر من عمل النائب اللبناني، وهو ما سيسمح له اليوم بالتفرغ لخمة لبنان دبلوماسياً.
 
وأوضح الخازن الذي يتحضر لتقديم اوراق اعتماده اوائل الشهر المقبل على ان يلتقي بعدها قداسة ​البابا​ فرنسيس، أنه بدأ اتصالاته بالمسؤولين المعنيين في الكرسي الرسولي، ووضع خطة عمل للمرحلة المقبلة التي تقوم بشكل اساسي على تفعيل دور لبنان كوطن رسالة، وهي التسمية التي أطلقها عليه البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، كما على السعي لدى الفاتيكان لمساعدة لبنان بملف النزوح السوري، اضافة الى دعم قضية القدس كمدخل لحل الدولتين وخاصة بعد القرار الاميركي الاخير بشأنها، والذي يقطع الطريق على حل الدولتين.
 
وأشار الخازن في مقابلة مع "النشرة" الى أنه وبما يتعلق بالملفّ الاول، فانه بعد 30 عاماً على اعلان البابا يوحنا بولس الثاني " لبنان وطن رسالة" بات من الواجب علينا ان نفعّل ونظهّر هذه الصورة، وفي حال لم تكن على مستوى هذه الرسالة علينا ان نحدد الآليات الواجب اعتمادها كي تكون على المستوى المطلوب لا سيما وان كلام البابا الراحل مرحّب به من كافة اللبنانيين. وشدد السفير الخازن على ان لبنان بخصوصيته وبالتحديد لجهة "العيش المشترك" يشكل تجربة تميّزه عن دول المنطقة، وهو ما يتوجب ان نحافظ عليه رغم كل المصاعب التي تعترضنا.
 
اما في الملف الثاني، وهو ملف النزوح السوري، رأى الخازن أننا في هذا المجال بصدد تحدٍّ كبير، فعلى الرغم من ان الفاتيكان يتابع عن كثب هذا الموضوع ويتفهّم عدم قدرة لبنان على تحمّل المزيد من الاعباء سواء الاقتصاديّة او الاجتماعيّة او الامنيّة، الا انه لطالما كان لديه موقف مبدئي مرتبط باعتبارات انسانية، لذلك كان دائماً من الدعاة لإبقاء الحدود الاوروبيّة مفتوحة لاستقبال اللاجئين. واضاف: "في لقاءاتي مع المسؤولين في الفاتيكان، لا سيما وزير الخارجية، شددت على خصوصيّة الوضع اللبناني وامكانات البلد المحدودة بالمقارنة مع اوضاع النازحين في دول الجوار".
 
ويجد الخازن نفسه معنياً بمسألة القدس وبوضعها على سلم اولوياته، خاصة وان الكرسي الرسولي كان اول من طالب بتدويلها اثر قرار تقسيم فلسطين في العام 1947، مشيراً الى وجود تفهم في الفاتيكان للوضع الفلسطيني وتعقيدات النزاع العربي-الاسرائيلي، خاصة مع القرارات الاميركية الاخيرة سواء بخصوص القدس او الغاء الدعم لوكالة ​الاونروا​.
 
وخلص الخازن الى التأكيد أن الدعم التاريخي الذي طالما قدمه الكرسي الرسولي للبنان كان دائما من دون مقابل. وهو رأى بعد اسابيع على توليه مهامه، ان بداية العمل المنظم ينطلق بمرحلة انتقالية لا يجب ان تطول، مشيرا الى ان عينه على الكثير من المبادرات التي يأمل ان تثمر، خدمة لمصلحة لبنان وللعلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي.