قبل انعقاد المؤتمر العام الرابع عشر لحركة أمل لاحظنا حراكاً مهماً على الصعيد الوطني لاسيما في الصحف وفي المواقع الالكترونية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هذا الحراك بالنسبة لحدث كمؤتمر حركة أمل هو حراك طبيعي، لا سيما وان هذه الحركة تشكل جزءاً أساسياً من البناء الوطني اللبناني ومن الطبيعي أن نجد أقلاماً ثلاثة تعالج هذا الموضوع.

1- قلم حريص على هذه الحركة وعلى تاريخها وعلى لبنان، كون حركة أمل تشكل صمام الأمان لاستقرار لبنان وتقدمه وازدهاره، وسنأتي على تفصيل هذه النقطة في مورد هذه المقال.

2- قلم لا يعرف جيداً حركة أمل وحقه أن يحلل وأن يعلل وأن يتساءل وأن يطرح أفكاراً يستفاد منها.

3- قلم مشبوه لا يريد الخير لا لأمل ولا لهذا الوطن، وبكل الأحوال نحمد الله أن حركة أمل وجماهيرها قد اعتادت على مثل هذه الحملات.

أما وقد انعقد مؤتمر حركة أمل الرابع عشر، وقد كان قمة في التنظيم وفي الانضباط. هذا المؤتمر الذي ينص عليه النظام الأساسي للحركة ويحدد المشاركين الذين بلغ عددهم (634).

وعلى كل مشارك إبراء ذمته المالية المتضمنة الاشتراك وكفالة اليتيم وأن لا يكون قد تعرض لأية إجراءات تأديبية حركية.

بالإضافة إلى ذلك فقد تم تعليق نظام الفئات ولمرة واحدة في هذا المؤتمر بالذات كي يتاح لكل المشاركين ومن الفئات كافة بالترشح إلى مسؤوليات هيئة الرئاسة وعدم حصر هذا الحق بالفئة الأولى.

لقد جرت جلسات المؤتمر بسلاسة ملفتة علماً أن رئيس الحركة الأخ الرئيس نبيه بري تحدث لمدة ساعتين كاملتين، استعرض بهما كل القضايا الوطنية والاقليمية والعالمية، وكان هناك كلام عالي النبرة بالنسبة للوضع الحركي وضع فيه الرئيس النقاط فوق الحروف متناولاً كل المستويات الحركية ومتوجهاً بالنقد الهادف والموجه لكل مركز حركي ذات صلة.

بعد كلام الرئيس كان النقاش الراقي والمسؤول والذي يحمل من الوعي ما يطمئن القلوب ويطمئن المحبين إلى أن هذه الحركة هي في خير عميم.

لقد جرت الانتخابات للمسؤوليات الحركية في هيئة الرئاسة بشكل ديمقراطي وراقٍ وكان الباب مفتوحاً لأي أخ من الأخوان ليترشح، وقد ترشح من ترشح وكانت النتيجة التي أعلنت، لقد قالت حركة أمل كلمتها، فلماذا العجب والتعجب، هل لأن هذه الحركة قد خرجت من مؤتمرها أكثر قوة وأكثر وحدة وأكثر تصميماً على متابعة نهجها وعملها.

للجميع نقول أن حركة أمل لم تتغير ولن تتغير، فالتغيير حسب اعتقادنا يكون بالخطط الواعدة والبرامج المقررة للانتقال ليس فقط بهذه الحركة إلى الأمام بل مدى مساهمة هذه الحركة في تقدم هذا الوطن.

لقد أقرّ المؤتمر العام الرابع عشر للحركة توصيات عديدة لتفعيل دور المرأة والشباب والمهن الحرة، وأكد على التواصل واشراك القاعدة الحركية بكل ما ينتج الحياة الحركية، وأكد المؤتمر على ثوابته الحركية، والتي تأتي قضية تحرير الامام الصدر ورفيقيه في أولى اهتماماتها، بالاضافة إلى التعهد بالمتابعة لتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي على أساسه خاضت حركة أمل الانتخابات، وكذلك الالتزام بكل بنود خطاب الرئيس نبيه بري في 31 آب 2018 في بعلبك.

كذلك التأكيد على استمرارنا بدعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب شعبها.

وكذلك دعم سوريا في كفاحها ضد الإرهاب وضد العدو الصهيوني.

وكذلك العمل دائماً وأبداً لحفظ سلام لبنان والتأكيد على أنه وطن نهائي لكل أبنائه، ترفض التقسيم والتوطين وكل ما يؤدي إلى زعزعة السلم الأهلي.

وستبقى حركة أمل حركة المستضعفين والمحرومين، وستبقى دائماً إلى جانب أهلها وشعبها.

لقد انعقد هذا المؤتمر بكل نجاح وهذا انتصار للبنان ولمقاومته ولعروبته ولأمنه وسلامه، ومن كان يريد شراً بهذه الحركة جاءه الجواب، أن حركة أمل ستبقى طليعة لبنان وسيبقى أبناء أمل شموعاً وكوادر كموج البحر يتطلعون إلى لبنان أفضل.